جريدة البديل 07/10/2008 م عن خبر بعنوان [ صخرة «ديان».. نصب تذكاري إسرائيلي في مصر علي أرض «البطل»! أقامتها تل أبيب حيث قتلت أسرانا في 67 ويطالبون الآن بترميمها ] كتب: أحمد بلال ـ مني نادر
انتهت الحكومة المصرية من وضع خطتها لترميم ثلاثة نصب تذكارية إسرائيلية علي ارض سيناء امتثالا لطلب إسرائيل وتنفيذا لشروط معاهدة السلام.
صخرة "ديان" هي صخرة يصل ارتفاعها الي نحو 30 مترا وضع عليها شعار سلاح الجو الإسرائيلي موضوعة فوق قبة رملية، وتحيط بها الأسلاك الشائكة علي مساحة مائتي متر مربع، علي شاطئ مركز الشيخ زويد بالقرب من مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء.
أنشئت هذة الصخرة أثناء الاحتلال الصهيوني لسيناء علي أرض الحاج إسماعيل الخطابي، أحد رجال المقاومة في العريش. وترجع قصتها إلي عام 1967 عندما كانت تقوم اثنتان من طائرات التجسس الإسرائيلية، وقتذاك باستعراض للقوة فوق شواطئ سيناء، وارتطمتا ببعضها وهويتا في البحر المتوسط، وعجزت القوات الإسرائيلية عن العثور علي جثث الطيارين الخمسة عشر الذين كانوا يستقلونهما. فأمر "موشي ديان"، وزير الدفاع الصهيوني آنذاك، بنحت صخرة ضخمة من جبل موسي المقدس بدير سانت كاترين- لإضفاء نوع من القدسية علي النصب المنحوت- ووضعها علي القبة الرملية المقابلة لموقع سقوط الطائرتين في البحر، نقشت عليها أسماء الطيارين ورتبهم العسكرية، ونقشت أسفل هذه الأسماء خريطة إسرائيل الكبري من النيل إلي الفرات. وقد نحتت هذه الصخرة علي ثلاث وجهات، الأولي علي شكل امرأة عربية تحمل طفلها وتهرول ناحية البحر تعبيرا عن الخوف من الصهاينة، والوجهة الثانية علي شكل خريطة سيناء منكسة، والثالثة علي شكل خريطة فلسطين كما يراها الإسرائيليون.
إسماعيل الخطابي صاحب الارض اعترض علي إقامة صخرة ديان علي أرضه، مؤكدا أنه "تقدم بعدة شكاوي إلي جهات دولية، ومنها الصليب الأحمر، طالب فيها بحقه في أرضه، ويستكمل الخطابي قصته قائلا "تم اعتقالي من قبل السلطات الصهيونية 5 مرات بسبب هذه الشكاوي، وبعد انتصار أكتوبر توقعت أن تعود أرضي لي وإزالة صخرة ديان منها، إلا أنه خاب ظني فرفعت دعوي قضائية ضد رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزيري الدفاع والداخلية، ومحافظ شمال سيناء، ورئيس الوحدة المحلية بالشيخ زويد، بصفاتهم، أطالبهم فيها بهدم النصب، وعلي الرغم من كل هذا لا تزال الصخرة قائمة".
ويكمل الخطابي شهادته قائلا "عند صخرة ديان، تم قتل العديد من الأسري المصريين دون أن يقام لهم أي نصب تذكاري، فالمنطقة كان فيها طريق من البلد للبحر، الناس و الجنود كانوا بيطلعوا عليه، هناك قتلوا مئات في الشارع أو جمعوهم نواحي الصخرة وقتلوا هناك أكثر من 200 واحد، بدون أي رحمة، الضرب كله كان من الخلف، الناس تهرب ويضربوهم، الناس كانت تأخذ الجثث وتدفنها أولاً بأول".
صخرة ديان ليست النصب التذكاري الاسرائيلي الوحيد علي ارض مصر، فعلي أرض سيناء ايضا وتحديدا في منطقة مركز الحسنة بشمال سيناء يقع النصب التذكاري الثاني، وهو عبارة عن تمثال من المعدن لجندي إسرائيلي يرتدي زيه العسكري ويحمل أدواته القتالية وعلي رأسه خوذة معدنية تحمل نجمة داود، ويمسك بيديه بندقية آلية في وضع تحفز لإطلاق النار.
وكان هذا النصب قد أقيم بعد عامين تقريبًا من احتلال إسرائيل لسيناء حيث كانت قوات الاحتلال تفرض خلال تلك الفترة حظر التجوال علي السكان ولم تكن تسمح لأي مصري بالتجوال بالمنطقة، لكن هناك بعض شباب المقاومة هاجموا إحدي الدوريات العسكرية التي كانت تجوب المنطقة وتبادلوا مع أفرادها إطلاق النار وقتلوهم جميعًا، تخليدا ولذكراهم قامت إسرائيل بإقامة هذا النصب التذكاري.
اما النصب التذكاري الثالث فيقع علي الطريق الرئيسي للعريش حيث أقامته إسرائيل تخليدًا لذكري أحد أركان جيشها وكان جنرالاً بسلاح المشاة، بعدما لقي مصرعه في انفجار لغم أرضي عام 1967استهدف سيارته العسكرية أثناء مروره علي أحد مواقع الدوريات الأمنية. وهو عبارة عن عمود من الرخام وضعت فوقه سيارته المحترقة.
اهالي شمال سيناء البسطاء يظنون ان المساس بمثل هذة النصب الاسرائيلية سوف يؤدي الي حرب جديدة، سيكونون هم اول ضحاياها، لذلك يكتفون فقط بنظرات الحسرة إليها. هذا ما اكده لنا "الريس عبد العاطي" خفير شاطي الشيخ زويد واحد رجال المقاومة ضد الإسرائيلين في 1967 و1973.ورغم بساطة هذا التفكير، إلا أنه يحمل جزءاً من الحقيقة، فالمساس بهذه النصب التذكارية يعد خرقاً للبند الثامن من الملحق رقم 1 من معاهدة السلام بين مصر واسرائيل الذي جاء في مادتها الثامنة "يلتزم كل طرف بالمحافظة علي النصب المقامة في ذكري جنود الطرف الآخر بحالة جيدة، وهي النصب المقامة بواسطة إسرائيل في سيناء والنصب التي ستقام بواسطة مصر في إسرائيل، كما سيسمح لكل طرف بالوصول إلي هذه النصب".
وبناء علي ذلك فقد طلبت إسرائيل من الحكومة المصرية اكثر من مرة خلال العامين الماضيين ضرورة ترميم النصب التذكاري الموجود علي شاطئ الشيخ زويد نظرا لأهميته السياحية، وربطت ترميم هذا النصب باجرائها اعمال الترميم للنصب التذكاري المصري بالفالوجا. ومن المعروف ان الفالوجا هي قرية فلسطينية تقع الي الشمال الشرقي من مدينة غزة علي بعد 30 كم منها.
وكانت القرية قائمة في رقعة كثيرة التلال في السهل الساحلي وكان وادي الفالوجا قريبا منها، وقد وقعت معركة الفالوجا عام 1948م، و شارك فيها الجيش المصري ضد الغزاة واستشهد عدد كبير من الجنود المصريين بالمعركة، وبقي اخريون (من بينهم جمال عبد الناصر) تحت الحصار فيها لأكثر من ستة أشهر
انتهت الحكومة المصرية من وضع خطتها لترميم ثلاثة نصب تذكارية إسرائيلية علي ارض سيناء امتثالا لطلب إسرائيل وتنفيذا لشروط معاهدة السلام.
صخرة "ديان" هي صخرة يصل ارتفاعها الي نحو 30 مترا وضع عليها شعار سلاح الجو الإسرائيلي موضوعة فوق قبة رملية، وتحيط بها الأسلاك الشائكة علي مساحة مائتي متر مربع، علي شاطئ مركز الشيخ زويد بالقرب من مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء.
أنشئت هذة الصخرة أثناء الاحتلال الصهيوني لسيناء علي أرض الحاج إسماعيل الخطابي، أحد رجال المقاومة في العريش. وترجع قصتها إلي عام 1967 عندما كانت تقوم اثنتان من طائرات التجسس الإسرائيلية، وقتذاك باستعراض للقوة فوق شواطئ سيناء، وارتطمتا ببعضها وهويتا في البحر المتوسط، وعجزت القوات الإسرائيلية عن العثور علي جثث الطيارين الخمسة عشر الذين كانوا يستقلونهما. فأمر "موشي ديان"، وزير الدفاع الصهيوني آنذاك، بنحت صخرة ضخمة من جبل موسي المقدس بدير سانت كاترين- لإضفاء نوع من القدسية علي النصب المنحوت- ووضعها علي القبة الرملية المقابلة لموقع سقوط الطائرتين في البحر، نقشت عليها أسماء الطيارين ورتبهم العسكرية، ونقشت أسفل هذه الأسماء خريطة إسرائيل الكبري من النيل إلي الفرات. وقد نحتت هذه الصخرة علي ثلاث وجهات، الأولي علي شكل امرأة عربية تحمل طفلها وتهرول ناحية البحر تعبيرا عن الخوف من الصهاينة، والوجهة الثانية علي شكل خريطة سيناء منكسة، والثالثة علي شكل خريطة فلسطين كما يراها الإسرائيليون.
إسماعيل الخطابي صاحب الارض اعترض علي إقامة صخرة ديان علي أرضه، مؤكدا أنه "تقدم بعدة شكاوي إلي جهات دولية، ومنها الصليب الأحمر، طالب فيها بحقه في أرضه، ويستكمل الخطابي قصته قائلا "تم اعتقالي من قبل السلطات الصهيونية 5 مرات بسبب هذه الشكاوي، وبعد انتصار أكتوبر توقعت أن تعود أرضي لي وإزالة صخرة ديان منها، إلا أنه خاب ظني فرفعت دعوي قضائية ضد رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزيري الدفاع والداخلية، ومحافظ شمال سيناء، ورئيس الوحدة المحلية بالشيخ زويد، بصفاتهم، أطالبهم فيها بهدم النصب، وعلي الرغم من كل هذا لا تزال الصخرة قائمة".
ويكمل الخطابي شهادته قائلا "عند صخرة ديان، تم قتل العديد من الأسري المصريين دون أن يقام لهم أي نصب تذكاري، فالمنطقة كان فيها طريق من البلد للبحر، الناس و الجنود كانوا بيطلعوا عليه، هناك قتلوا مئات في الشارع أو جمعوهم نواحي الصخرة وقتلوا هناك أكثر من 200 واحد، بدون أي رحمة، الضرب كله كان من الخلف، الناس تهرب ويضربوهم، الناس كانت تأخذ الجثث وتدفنها أولاً بأول".
صخرة ديان ليست النصب التذكاري الاسرائيلي الوحيد علي ارض مصر، فعلي أرض سيناء ايضا وتحديدا في منطقة مركز الحسنة بشمال سيناء يقع النصب التذكاري الثاني، وهو عبارة عن تمثال من المعدن لجندي إسرائيلي يرتدي زيه العسكري ويحمل أدواته القتالية وعلي رأسه خوذة معدنية تحمل نجمة داود، ويمسك بيديه بندقية آلية في وضع تحفز لإطلاق النار.
وكان هذا النصب قد أقيم بعد عامين تقريبًا من احتلال إسرائيل لسيناء حيث كانت قوات الاحتلال تفرض خلال تلك الفترة حظر التجوال علي السكان ولم تكن تسمح لأي مصري بالتجوال بالمنطقة، لكن هناك بعض شباب المقاومة هاجموا إحدي الدوريات العسكرية التي كانت تجوب المنطقة وتبادلوا مع أفرادها إطلاق النار وقتلوهم جميعًا، تخليدا ولذكراهم قامت إسرائيل بإقامة هذا النصب التذكاري.
اما النصب التذكاري الثالث فيقع علي الطريق الرئيسي للعريش حيث أقامته إسرائيل تخليدًا لذكري أحد أركان جيشها وكان جنرالاً بسلاح المشاة، بعدما لقي مصرعه في انفجار لغم أرضي عام 1967استهدف سيارته العسكرية أثناء مروره علي أحد مواقع الدوريات الأمنية. وهو عبارة عن عمود من الرخام وضعت فوقه سيارته المحترقة.
اهالي شمال سيناء البسطاء يظنون ان المساس بمثل هذة النصب الاسرائيلية سوف يؤدي الي حرب جديدة، سيكونون هم اول ضحاياها، لذلك يكتفون فقط بنظرات الحسرة إليها. هذا ما اكده لنا "الريس عبد العاطي" خفير شاطي الشيخ زويد واحد رجال المقاومة ضد الإسرائيلين في 1967 و1973.ورغم بساطة هذا التفكير، إلا أنه يحمل جزءاً من الحقيقة، فالمساس بهذه النصب التذكارية يعد خرقاً للبند الثامن من الملحق رقم 1 من معاهدة السلام بين مصر واسرائيل الذي جاء في مادتها الثامنة "يلتزم كل طرف بالمحافظة علي النصب المقامة في ذكري جنود الطرف الآخر بحالة جيدة، وهي النصب المقامة بواسطة إسرائيل في سيناء والنصب التي ستقام بواسطة مصر في إسرائيل، كما سيسمح لكل طرف بالوصول إلي هذه النصب".
وبناء علي ذلك فقد طلبت إسرائيل من الحكومة المصرية اكثر من مرة خلال العامين الماضيين ضرورة ترميم النصب التذكاري الموجود علي شاطئ الشيخ زويد نظرا لأهميته السياحية، وربطت ترميم هذا النصب باجرائها اعمال الترميم للنصب التذكاري المصري بالفالوجا. ومن المعروف ان الفالوجا هي قرية فلسطينية تقع الي الشمال الشرقي من مدينة غزة علي بعد 30 كم منها.
وكانت القرية قائمة في رقعة كثيرة التلال في السهل الساحلي وكان وادي الفالوجا قريبا منها، وقد وقعت معركة الفالوجا عام 1948م، و شارك فيها الجيش المصري ضد الغزاة واستشهد عدد كبير من الجنود المصريين بالمعركة، وبقي اخريون (من بينهم جمال عبد الناصر) تحت الحصار فيها لأكثر من ستة أشهر