أسماء العمدة
تستقبل الأسرة زوجة الابن بالأفراح والزغاريد .. لكن بعد شهور من هذا الاستقبال يتم إعادة تشكيل العلاقة مع هذه الوافدة الجديدة "زوجة الابن" وعادة ما يكون لزوجة الابن اليد الطولى والدور الرئيسي في صياغة علاقة الابن بأسرته .. فما الذي يحدث في هذه الفترة على المستوى النفسي والاجتماعي والمادي؟
في البداية لفت نظري من خلال الواقع العملي والعلاقات الاجتماعية أمثلة كثيرة للعلاقة السلبية التي تتسبب فيها زوجة الابن بينما كانت القلة من الزوجات هي التي تحتفظ بعلاقة جيدة مع أسرة الزوج.
تقول الحاجة رئيفة أبو السعد: إن لدينا منزلاً خاصًا بنا، وبه شقة مخصصة لابني الذي تزوج منذ عامين، ولكن زوجته رفضت أن تقيم معنا في منزل الأسرة وتمسكت بان تكون الشقة الجديدة في حي بعيد يتطلب الانتقال إليه استخدام أكثر من وسيلة مواصلات، ويومها قلت في نفسي إن ابني يملك سيارة والحمد لله وطالما أنه متمسك بالفتاة التي اختارها فينبغي ألا أقف في طريق سعادته. ولكن بعد الزواج أصبحت السيارة مخصصة لمشاوير الزوجة المختلفة والمبالغ فيها ولزياراتها التي لا تنتهي لمعارفها. وقد اختارت زوجة ابني شقتها قريبًا من أهلها وصديقاتها ولذلك فلم يكن هناك مجال لزيارتنا. وأخذت تعمل على أن تفصل بين ابني وأشقائه رغم أنهم يعملون في مجالات عمل متصلة ببعضها، ورفضت أن يشارك زوجها أخوته، بل شارك أصهاره، وعندما زرناها كانت تصر على استقبالنا في الصالون استقبالاً رسميًا وتنشغل بالمهام المنزلية. والجميع متضرر من ذلك لكن ابني سعيد معها ونحن لسنا في حاجة مادية إليه، وسعداء لأنه سعيد ولكن أفعال هذه السيدة تسبب لنا الغيظ والنكد باستمرار.
أما المثل الآخر فيرويه الشيخ رجب سالم (إمام وخطيب وخريج كلية الشريعة) فيقول: تزوج أشقائي وشقيقاتي وسافرت للعمل بالخارج وكنت أنا الذي بقي بدون زواج ومعي والدي ووالدتي المسنين، ورافقتني زوجتي عدة سنوات في السفر ثم بقيت هي والأولاد في منزل الأسرة مع والدي ووالدتي وعملت على خدمتهم بطريقة جعلتهما يدعوان لها ليلاً ونهارًا بل أقول إنهما أحباها أكثر من بناتهما لأنها أكرمتهما، وكان أبي يقول لي لا نريدك طالما معنا زوجتك ومات أبي وهو يدعو لها على فراش الموت.
الدأب على الاستقطاب
تقول د. سميرة وهدان أستاذ علم الاجتماع: صار من المتعارف عليه أن الشاب حينما يتزوج يضاف إلى عائلة زوجته. فالفتاة تأتي بزوجها كفرد جاهر يرتبط بأسرتها، لأن الفتاة مرتبطة عاطفيًا بأهلها، وبعد زواجها تعمل جاهدة على جذب زوجها تدريجيًا نحو أسرتها، وهي لا تكون متوافقة نفسيًا في بداية زواجها مع أهل الزوج فتحاول الهروب منهم والارتباط بأهلها. وهي تستغل أنوثتها وتؤثر على زوجها محاولة استمالته ناحية أهلها وإبعاده تدريجيًا عن أهله، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن التواصل والود بين الزوج وأهله أصبح مرتبطًا ببعد المسافات وبالإمكانيات الاقتصادية. فالإنسان في مجتمعنا أصبحت الأمور المادية تتحكم في عواطفه، فهو قد لا يستطيع مجاملة الأهل ومساعدتهم لأن إمكاناته لا تسمح بذلك. كما أن الزوج والزوجة منهمكان في العمل وعطاؤهما الأسري والاجتماعي تأثر بذلك وقل.
وعمومًا بالنسبة لزوجة الابن فإن الإنسان الضعيف يستخدم أساليب ملتوية في حياته، والمرأة أضعف من الرجل ولديها نوع من الدهاء والالتواء، ومن أجل هذا تعمل على إبعاد الزوج عن أهله. لأنه يحدث عندها نوع من تصارع المصالح وتضاربها بينها وبين أهل زوجها، فيحدث تضارب في المسائل النفسية والمادية، ويحدث صراع، وتحاول أن تجذبه حتى تتملكه وتشعر بنوع من الأمان النفسي أن زوجها معها وحدها. ثم إن الواقع يقول بأن الرجل يخضع للمرأة على كل المستويات حتى على المستوى السياسي، والرجل أيضًا نتيجة للمشاكل الخارجية التي يتعرض لها في العمل لا يحاول أن يجعل المنزل ساحة للعراك فيستسلم للزوجة كي يريح نفسه.
نصح شبابنا وفتياتنا، وهم الأزواج الجدد، أن ينطلقوا من الأرضية الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام، خاصة وأن كل زوجة الآن تتزوج في مسكن خاص بها، ولم تعد هناك مشكلة السكن المشترك الذي كان يؤدي إلى الكثير من التوتر والاضطراب، والزوجة الآن تزور حماتها مثلما تزور الغرباء، لكننا ننصحها بأن تراعي حساسية أهل الزوج في علاقتهم بابنهم، وتبذل هي من نفسها جهدًا لتأكيد أنها تستحق أن تكون عضوًا إيجابيًا في أسرة الزوج.
وقد رأينا أمثلة كثيرة من هذا النموذج وفيه استطاعت زوجة الابن أن تثبت جدارتها وتتكسب حب واحترام الجميع.
حينما تتفوق زوجة الابن
تروي المحامية هدى عبد الراضي جانبًا من خبرتها في مجال القضايا والأحوال الشخصية والطلاق والصلح بين الزوجين فتقول: ليست هناك قواعد ثابتة وقوانين تحكم هذه العلاقات الاجتماعية، فأحيانًا أرى الزوج متوازنًا عاقلاً مسئولاً يحاول الموازنة بين أمه وزوجته، لكن زوجته عصبية وانفعاليه وتكره حماتها وكل أسرة زوجها بلا سبب مقنع.
وأحيانًا يكون الزوج ملتزمًا أيضًا إلا أن المشكلة في أمه وعدم تعاونها مع زوجة ابنها، وأحيانًا أجد أخت الزوج هي السبب في توتير العلاقة
لكنني أجد أيضًا أن الزوج قد يكون غير متوازن، فيكره حماته ويقاطع أهل زوجته. وقابلت من الأزواج من يخوض حربًا ضد حماته لأنها تحرض ابنتها عليه وعلى الاستيلاء على أمواله وبأن تمنعه من مساعدة أهله الفقراء والإنفاق عليهم. كما قابلت من الحموات من تكره زوج ابنتها على طول الخط.
كل هذه الأمثلة موجودة في مجتمعنا، ونحن نعزوها إلى سيادة أنماط التربية والأخلاق والتعليم على أسس غير إسلامية، ولو أن تعليمنا ووسائل ثقافتنا وإعلامنا تقوم بدورها الديني في هذا الأمر لحصدنا الكثير من الخير.
فعلى هذه المؤسسات أن تخاطب الحماة لتكون أمًا لزوجة ابنها أو لزوج ابنتها، وأن تبذل له النصح والمعروف وأن تحبه.
وعليها أن تخاطب الزوجة الصغيرة بواجبها ومسئوليتها تجاه حماتها، وضرورة احترامها وتحملها والصبر عليها، وإخبار هذه الزوجة الصغيرة أنها إذا أعطت الحب والطاعة والاحترام ستحظى بحب حماتها حتى وإن تأخر.
قوة الشخصية والقدرة المادية
أما د. عبد الله إسماعيل مستشار الإرشاد والعلاج النفسي والأسري فيقول: إن عمل المرأة ومساهمتها الاقتصادية في ميزانية المنزل يعطيها الدافع والمبرر لكي توجه السياسات الأسرية. فالزوجة التي تساهم في الإنفاق عادة ما تقوى شخصيتها وتكتسب أرضية جديدة في حوارها مع زوجها، وقد تستخدم هذه الورقة كعنصر من عناصر التهديد والضغط. كما أن الزوجة كأنثى تستخدم إلحاحها الذكي وتضرب على أوتار معينة في علاقة زوجها بأهله كي تحجم هذه العلاقة سواء على الجانب المادي أو المعنوي، وإذا فشلت في تحجيم هذه العلاقة معنويًا فسوف لا تستسلم إلا إذا حجمتها ماديًا. وبعض الزوجات يجعلن أزواجهن يقطعون علاقتهم المادية بأسرهم ثم يقمن بمساعدة أهلهن، أي تنفق الزوجة على أهلها هي، فهي تضن بالمساعدة على أهل الزوج ولا تضن بها على أهلها.
وهكذا فإن الزوجة حينما تبتعد عن الدين وتنساق وراء أنانيتها وعواطفها المنحازة تدمر العلاقات الاجتماعية. وعمومًا فإن غياب الوعي والبعد الديني عن أية علاقة يحولها مباشرة إلى نوع من الشد والجذب والصراع ومحاولة تحقيق أكبر قدر من المنفعة لكل طرف. وعلاقة زوجة الابن بأسرة زوجها إذا غابت عنها القيم والسلوكيات الإسلامية الحاكمة فإنها تتحول إلى صراع مادي، فيحاول كل من أهل الزوج والزوجة فرض سيطرتهم على الابن أو الزوج والتحكم فيه
وإذا فشلت محاولات الزوجة فإنها تبدأ في إثارة المشاكل والنكد مما يحول حياة الأسرة إلى جحيم مع تصعيد المشاكل الصغيرة، لكن إذا دخل البعد الديني بقيمه وما فيه من سلوكيات المحبة والتسامح والصبر وسعه الأفق والصدر والتماس الأعذار للآخرين وصلة الرحم فإن العلاقة تصبح بناءة وإيجابية. ورغم غلبة الأنماط المادية على حياتنا إلا أنه لا يزال يوجد بيننا زوجة الابن المتوازنة التي لا تعمل على قطع جسور الود والتراحم بين زوجها وأهله.
كما أن للموضوع بعدًا شخصيًا يتصل بالزوج، فإذا كان هذا الزوج قوي الشخصية ويستطيع أن ينفق على زوجته وأولاده بدون مساعدة زوجته فإنه غالبًا لا يستجيب لضغوط زوجته ليقطع علاقته بأهله. فالابن في غالب الأحوال مرتبط بأبيه وأمه وأخوته، والعبرة في قوة شخصيته وعدم احتياجه لمساعدة زوجته، وبالتالي سوف يكون تأثيرها على قراراته تأثيرًا ثانويًا وضعيفًا. وأيضًا فإن الزوج الذي يجد زوجته ووالدته في شجار فإنه يعيش في توتر وصراع وينشغل بمشاكله عن العمل والتقدم فيه ويصيح نهبًا للأمراض النفسية. أما إذا وجدهما يعيشان في تفاهم وانسجام فإنه يتفرغ لعمله ويتفرغ لمواجهة مشكلات الأسرة. وهكذا فإن إدخال البعد الديني في هذه العلاقة يلغي جوانبها السلبية أو على الأقل يخفف منها ويعمل على تنمية الجوانب الإيجابية.
أنت ومالك لأبيك
تستقبل الأسرة زوجة الابن بالأفراح والزغاريد .. لكن بعد شهور من هذا الاستقبال يتم إعادة تشكيل العلاقة مع هذه الوافدة الجديدة "زوجة الابن" وعادة ما يكون لزوجة الابن اليد الطولى والدور الرئيسي في صياغة علاقة الابن بأسرته .. فما الذي يحدث في هذه الفترة على المستوى النفسي والاجتماعي والمادي؟
في البداية لفت نظري من خلال الواقع العملي والعلاقات الاجتماعية أمثلة كثيرة للعلاقة السلبية التي تتسبب فيها زوجة الابن بينما كانت القلة من الزوجات هي التي تحتفظ بعلاقة جيدة مع أسرة الزوج.
تقول الحاجة رئيفة أبو السعد: إن لدينا منزلاً خاصًا بنا، وبه شقة مخصصة لابني الذي تزوج منذ عامين، ولكن زوجته رفضت أن تقيم معنا في منزل الأسرة وتمسكت بان تكون الشقة الجديدة في حي بعيد يتطلب الانتقال إليه استخدام أكثر من وسيلة مواصلات، ويومها قلت في نفسي إن ابني يملك سيارة والحمد لله وطالما أنه متمسك بالفتاة التي اختارها فينبغي ألا أقف في طريق سعادته. ولكن بعد الزواج أصبحت السيارة مخصصة لمشاوير الزوجة المختلفة والمبالغ فيها ولزياراتها التي لا تنتهي لمعارفها. وقد اختارت زوجة ابني شقتها قريبًا من أهلها وصديقاتها ولذلك فلم يكن هناك مجال لزيارتنا. وأخذت تعمل على أن تفصل بين ابني وأشقائه رغم أنهم يعملون في مجالات عمل متصلة ببعضها، ورفضت أن يشارك زوجها أخوته، بل شارك أصهاره، وعندما زرناها كانت تصر على استقبالنا في الصالون استقبالاً رسميًا وتنشغل بالمهام المنزلية. والجميع متضرر من ذلك لكن ابني سعيد معها ونحن لسنا في حاجة مادية إليه، وسعداء لأنه سعيد ولكن أفعال هذه السيدة تسبب لنا الغيظ والنكد باستمرار.
أما المثل الآخر فيرويه الشيخ رجب سالم (إمام وخطيب وخريج كلية الشريعة) فيقول: تزوج أشقائي وشقيقاتي وسافرت للعمل بالخارج وكنت أنا الذي بقي بدون زواج ومعي والدي ووالدتي المسنين، ورافقتني زوجتي عدة سنوات في السفر ثم بقيت هي والأولاد في منزل الأسرة مع والدي ووالدتي وعملت على خدمتهم بطريقة جعلتهما يدعوان لها ليلاً ونهارًا بل أقول إنهما أحباها أكثر من بناتهما لأنها أكرمتهما، وكان أبي يقول لي لا نريدك طالما معنا زوجتك ومات أبي وهو يدعو لها على فراش الموت.
الدأب على الاستقطاب
تقول د. سميرة وهدان أستاذ علم الاجتماع: صار من المتعارف عليه أن الشاب حينما يتزوج يضاف إلى عائلة زوجته. فالفتاة تأتي بزوجها كفرد جاهر يرتبط بأسرتها، لأن الفتاة مرتبطة عاطفيًا بأهلها، وبعد زواجها تعمل جاهدة على جذب زوجها تدريجيًا نحو أسرتها، وهي لا تكون متوافقة نفسيًا في بداية زواجها مع أهل الزوج فتحاول الهروب منهم والارتباط بأهلها. وهي تستغل أنوثتها وتؤثر على زوجها محاولة استمالته ناحية أهلها وإبعاده تدريجيًا عن أهله، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن التواصل والود بين الزوج وأهله أصبح مرتبطًا ببعد المسافات وبالإمكانيات الاقتصادية. فالإنسان في مجتمعنا أصبحت الأمور المادية تتحكم في عواطفه، فهو قد لا يستطيع مجاملة الأهل ومساعدتهم لأن إمكاناته لا تسمح بذلك. كما أن الزوج والزوجة منهمكان في العمل وعطاؤهما الأسري والاجتماعي تأثر بذلك وقل.
وعمومًا بالنسبة لزوجة الابن فإن الإنسان الضعيف يستخدم أساليب ملتوية في حياته، والمرأة أضعف من الرجل ولديها نوع من الدهاء والالتواء، ومن أجل هذا تعمل على إبعاد الزوج عن أهله. لأنه يحدث عندها نوع من تصارع المصالح وتضاربها بينها وبين أهل زوجها، فيحدث تضارب في المسائل النفسية والمادية، ويحدث صراع، وتحاول أن تجذبه حتى تتملكه وتشعر بنوع من الأمان النفسي أن زوجها معها وحدها. ثم إن الواقع يقول بأن الرجل يخضع للمرأة على كل المستويات حتى على المستوى السياسي، والرجل أيضًا نتيجة للمشاكل الخارجية التي يتعرض لها في العمل لا يحاول أن يجعل المنزل ساحة للعراك فيستسلم للزوجة كي يريح نفسه.
نصح شبابنا وفتياتنا، وهم الأزواج الجدد، أن ينطلقوا من الأرضية الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام، خاصة وأن كل زوجة الآن تتزوج في مسكن خاص بها، ولم تعد هناك مشكلة السكن المشترك الذي كان يؤدي إلى الكثير من التوتر والاضطراب، والزوجة الآن تزور حماتها مثلما تزور الغرباء، لكننا ننصحها بأن تراعي حساسية أهل الزوج في علاقتهم بابنهم، وتبذل هي من نفسها جهدًا لتأكيد أنها تستحق أن تكون عضوًا إيجابيًا في أسرة الزوج.
وقد رأينا أمثلة كثيرة من هذا النموذج وفيه استطاعت زوجة الابن أن تثبت جدارتها وتتكسب حب واحترام الجميع.
حينما تتفوق زوجة الابن
تروي المحامية هدى عبد الراضي جانبًا من خبرتها في مجال القضايا والأحوال الشخصية والطلاق والصلح بين الزوجين فتقول: ليست هناك قواعد ثابتة وقوانين تحكم هذه العلاقات الاجتماعية، فأحيانًا أرى الزوج متوازنًا عاقلاً مسئولاً يحاول الموازنة بين أمه وزوجته، لكن زوجته عصبية وانفعاليه وتكره حماتها وكل أسرة زوجها بلا سبب مقنع.
وأحيانًا يكون الزوج ملتزمًا أيضًا إلا أن المشكلة في أمه وعدم تعاونها مع زوجة ابنها، وأحيانًا أجد أخت الزوج هي السبب في توتير العلاقة
لكنني أجد أيضًا أن الزوج قد يكون غير متوازن، فيكره حماته ويقاطع أهل زوجته. وقابلت من الأزواج من يخوض حربًا ضد حماته لأنها تحرض ابنتها عليه وعلى الاستيلاء على أمواله وبأن تمنعه من مساعدة أهله الفقراء والإنفاق عليهم. كما قابلت من الحموات من تكره زوج ابنتها على طول الخط.
كل هذه الأمثلة موجودة في مجتمعنا، ونحن نعزوها إلى سيادة أنماط التربية والأخلاق والتعليم على أسس غير إسلامية، ولو أن تعليمنا ووسائل ثقافتنا وإعلامنا تقوم بدورها الديني في هذا الأمر لحصدنا الكثير من الخير.
فعلى هذه المؤسسات أن تخاطب الحماة لتكون أمًا لزوجة ابنها أو لزوج ابنتها، وأن تبذل له النصح والمعروف وأن تحبه.
وعليها أن تخاطب الزوجة الصغيرة بواجبها ومسئوليتها تجاه حماتها، وضرورة احترامها وتحملها والصبر عليها، وإخبار هذه الزوجة الصغيرة أنها إذا أعطت الحب والطاعة والاحترام ستحظى بحب حماتها حتى وإن تأخر.
قوة الشخصية والقدرة المادية
أما د. عبد الله إسماعيل مستشار الإرشاد والعلاج النفسي والأسري فيقول: إن عمل المرأة ومساهمتها الاقتصادية في ميزانية المنزل يعطيها الدافع والمبرر لكي توجه السياسات الأسرية. فالزوجة التي تساهم في الإنفاق عادة ما تقوى شخصيتها وتكتسب أرضية جديدة في حوارها مع زوجها، وقد تستخدم هذه الورقة كعنصر من عناصر التهديد والضغط. كما أن الزوجة كأنثى تستخدم إلحاحها الذكي وتضرب على أوتار معينة في علاقة زوجها بأهله كي تحجم هذه العلاقة سواء على الجانب المادي أو المعنوي، وإذا فشلت في تحجيم هذه العلاقة معنويًا فسوف لا تستسلم إلا إذا حجمتها ماديًا. وبعض الزوجات يجعلن أزواجهن يقطعون علاقتهم المادية بأسرهم ثم يقمن بمساعدة أهلهن، أي تنفق الزوجة على أهلها هي، فهي تضن بالمساعدة على أهل الزوج ولا تضن بها على أهلها.
وهكذا فإن الزوجة حينما تبتعد عن الدين وتنساق وراء أنانيتها وعواطفها المنحازة تدمر العلاقات الاجتماعية. وعمومًا فإن غياب الوعي والبعد الديني عن أية علاقة يحولها مباشرة إلى نوع من الشد والجذب والصراع ومحاولة تحقيق أكبر قدر من المنفعة لكل طرف. وعلاقة زوجة الابن بأسرة زوجها إذا غابت عنها القيم والسلوكيات الإسلامية الحاكمة فإنها تتحول إلى صراع مادي، فيحاول كل من أهل الزوج والزوجة فرض سيطرتهم على الابن أو الزوج والتحكم فيه
وإذا فشلت محاولات الزوجة فإنها تبدأ في إثارة المشاكل والنكد مما يحول حياة الأسرة إلى جحيم مع تصعيد المشاكل الصغيرة، لكن إذا دخل البعد الديني بقيمه وما فيه من سلوكيات المحبة والتسامح والصبر وسعه الأفق والصدر والتماس الأعذار للآخرين وصلة الرحم فإن العلاقة تصبح بناءة وإيجابية. ورغم غلبة الأنماط المادية على حياتنا إلا أنه لا يزال يوجد بيننا زوجة الابن المتوازنة التي لا تعمل على قطع جسور الود والتراحم بين زوجها وأهله.
كما أن للموضوع بعدًا شخصيًا يتصل بالزوج، فإذا كان هذا الزوج قوي الشخصية ويستطيع أن ينفق على زوجته وأولاده بدون مساعدة زوجته فإنه غالبًا لا يستجيب لضغوط زوجته ليقطع علاقته بأهله. فالابن في غالب الأحوال مرتبط بأبيه وأمه وأخوته، والعبرة في قوة شخصيته وعدم احتياجه لمساعدة زوجته، وبالتالي سوف يكون تأثيرها على قراراته تأثيرًا ثانويًا وضعيفًا. وأيضًا فإن الزوج الذي يجد زوجته ووالدته في شجار فإنه يعيش في توتر وصراع وينشغل بمشاكله عن العمل والتقدم فيه ويصيح نهبًا للأمراض النفسية. أما إذا وجدهما يعيشان في تفاهم وانسجام فإنه يتفرغ لعمله ويتفرغ لمواجهة مشكلات الأسرة. وهكذا فإن إدخال البعد الديني في هذه العلاقة يلغي جوانبها السلبية أو على الأقل يخفف منها ويعمل على تنمية الجوانب الإيجابية.
أنت ومالك لأبيك