المحـكمون العرب يرحب بكم حسام الدين منير محام ومحكم ووكيل براءات اختراع عضو اتحاد المحامين العر

اهلا وسهلا بكم في موقعنا المتواضع الذي يشرف بزيارتكم العظيمه له

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المحـكمون العرب يرحب بكم حسام الدين منير محام ومحكم ووكيل براءات اختراع عضو اتحاد المحامين العر

اهلا وسهلا بكم في موقعنا المتواضع الذي يشرف بزيارتكم العظيمه له

المحـكمون العرب يرحب بكم حسام الدين منير محام ومحكم ووكيل براءات اختراع عضو اتحاد المحامين العر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المحـكمون العرب يرحب بكم حسام الدين منير محام ومحكم ووكيل براءات اختراع عضو اتحاد المحامين العر

موقع قانوني يهتم بكل فئات وفروع القانون وبالاخص الفروع المستحدثه من القوانين مثل التحكيم والملكيه الفكريه


    الرساله النسائيه الحاليه

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 168
    نقاط : 464
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 18/06/2009
    العمر : 49

    الرساله النسائيه الحاليه Empty الرساله النسائيه الحاليه

    مُساهمة من طرف Admin السبت 20 يونيو 2009, 10:39 pm

    ملامح الخطاب النسوي المعاصر
    فاطمة حافظ
    3 - 7 - 2008



    خلال ما يربو على قرن كامل مرَّت الحركة النسوية بمراحل عديدة من التطور التاريخي، وقد اقترن تطورها بتطور مماثل في الخطاب النسوي المصاحب لها، والذي بدأ بالحديث عن حقوق المرأة الإنسانية والاجتماعية على استحياء، وانتهى به المطاف إلى الحديث عن المساواة والندية المطلقة الآن مع تجاوز تام للرجل في بعض الأحيان ومن غير المستبعد أن يفاجئنا الخطاب في الغد بالحديث عن "الشعب النسائي" مثل نظيره النسوي الغربي الآن.



    والمتابع لما يطرحه الخطاب يمكنه أن يلحظ أنه يدور في فلك عدة موضوعات لا يتجاوزها- بل ويمكن حصرها- فالحديث عن مظلومية المرأة، والهيمنة الأبوية الذكورية، والتمكين الاقتصادي للمرأة، والعنف ضد النساء وغيرها كلها من ثوابت الخطاب النسوي.



    وأما أبرز ملامح الخطاب النسوي المعاصر، فهي ازدراؤه لكل ما هو ثابت ومتفق عليه بحكم الشريعة، فيرى أن تعدد الزوجات، ونصيب المرأة من الميراث، وعدة المطلقة أمور تكشف عن انحياز الإسلام للرجل، وانتقاصه من حقوق المرأة، وفي أحسن الأحوال فإنها أمور لم تعد تتماشى مع عصرنا الحالي!.



    الحرب على الحجاب



    ويخصُّ الخطاب النسوي الحجاب ـ على وجه الخصوص ـ بنصيب وافر من الهجوم، فهو من وجهة دعاة النسوية يختزل المرأة التي ترتديه إلى مجرد "شيء"؛ حيث تفقد خصوصيتها، وتكوينها الذاتي، وتتحول إلى مجرد رقم بين مجموع النساء.



    ومن المفارقات أن النسويات العربيات يتشددن في مسألة الحجاب بدرجة تفوق أحيانًا تشدد أساتذتهن من النسويات الغربيات، فعلى سبيل المثال: ذكرت "جرمان جرير" النسوية البريطانية صاحبة الكتاب المثير للجدل "المرأة بأكملها" بأنها تقبل الحجاب باعتباره جزءًا من الهوية الثقافية للشعوب العربية، وهو ما أثار ثائرة النسويات عمومًا، ونوال السعداوي التي شنَّت هجومًا على جرير ووصفتها بالارتداد عن المفاهيم النسوية.



    وفي الوقت، الذي يحمل فيه الخطاب النسوي على الحجاب باعتباره رمزًا للستر والعفاف، نجده لا يألو جهدًا في الترويج لأطروحات المنظمات النسوية الغربية المتعلقة بحق المرأة في السيطرة على جسدها، ومشروعية ممارستها للجنس بدون زواج، إلى غير ذلك من الأفكار الخارجة عن السياق الديني والقيمي والخلقي لعالمنا العربي والإسلامي.



    وما الحرب التي خاضتها النسويات المصريات، منذ مطلع القرن الجديد حول ضرورة تدريس الثقافة الجنسية بالمدارس إلا خطوة أولى في سبيل تعميم مثل هذه الأفكار.



    والباحث المدقق فيما يطرحه الخطاب النسوي من قضايا وإشكاليات لا يجد صعوبة في أن يقف على مدى حالة التغريب، التي يعيشها الخطاب الذي لم يكتفِ بأن يقتبس من الغرب طرقه في معالجة قضايا المرأة، بل إنه سحب القضايا التي تعاني منها المرأة الغربية وأسقطها على المرأة العربية المسلمة.



    ولا شك أن تركيز الخطاب على مثل هذه القضايا الوافدة الوهمية، وإحجامه عن التصدي للقضايا الحقيقية التي تواجهها القاعدة النسائية العريضة، قد باعد بينه وبين هذه القاعدة، وأدَّى إلى تحوله إلى خطاب نخبوي، وليس إلى خطاب جماهيري.



    إشكالية التوفيق بين الوطني والنسوي



    ومنذ فترة ليست بالبعيدة، بدأ الخطاب النسوي يعاني من إشكالية عدم تمكنه من التوفيق بين ما هو وطني وما هو نسوي، وفي مثل هذه الحالة فإن الخطاب غالبًا ما ينحاز إلى جانب النسوي على حساب الوطني، وقد اتضح ذلك بصورة عملية في موقف الخطاب المعارض للعمليات الاستشهادية، التي تنفذها نساء في فلسطين والعراق، وحتى لا نقع في خطأ التعميم، ينبغي أن نذكر أن بعض الأصوات داخل الحركة النسوية قد أعلنت تأييدها مثل هذه العمليات إلا أن صوتها كان ضعيفًا، وظلت الغلبة للمعارضين لها.



    وكان الخطاب النسوي قد أدهش المراقبين، حين أعلن رفضه لسلسلة العمليات الاستشهادية النسائية التي افتتحتها الشهيدة وفاء إدريس (2002)، وقد كان من المفترض والبديهي أن يحتفي الخطاب بمشاركة المرأة الفلسطينية في حركة التحرر الوطني لبلدها. أما عن مبررات هذا الرفض فقد ساقتها إقبال بركة بشجاعة تُحسد عليها قائلة: "إن آلاف المنظمات الأهلية النسائية في أنحاء العالم لن تتعاطف أبدًا مع الرجل العربي، الذي يدفع زوجته أو ابنته أو شقيقته لتفجر نفسها دفاعًا عن وطنهما".



    ورفض الخطاب للعمليات الاستشهادية يلقي بظلال من الشك حول ما يدَّعيه الخطاب من أنه يستهدف تفعيل مشاركة المرأة في قضايا المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأنه يعمل على تغيير الصورة النمطية التقليدية عن المرأة، والتي تحصر دورها في أداء أعمال معينة محكومة بعامل الجنس.



    وليست هذه هي المشكلة الوحيدة، التي يعاني منها الخطاب النسوي، فالخطاب يقع في أخطاء منهجية عديدة، حينما يحاول معالجة قضايا المرأة بمعزل عن قضايا المجتمع ككل، وحينما يعادي الرجل لأسباب غير مفهومة، وحينما يفشل في استحضار الهوية العربية والإسلامية في أدبياته.



    أما أبرز تجليات إخفاق الخطاب النسوي، فهي عجزه عن تحقيق ما يدعو إليه، رغم مرور ما يربو عن قرن من انطلاق مسيرته، فما زالت المرأة العربية تعاني من الأمية، وما زالت تواجه صورًا عديدة من القهر والظلم، أما عن آية فشل هذا الخطاب الحقيقية فهي إخفاقه في تشكيل قوة نسائية حقيقية تعبر عن مطالب المرأة العربية لا الغربية!.



    وختامًا، فإننا حين ننتقد القائمين على الخطاب النسوي لمحاولتهم إسقاطهم الثوابت الدينية والخلقية ومراعاة الخصوصية الثقافية، فإننا ننحي أيضًا باللائمة على الإسلاميين، الذين عجزوا عن بلورة مشروع خطاب إسلامي بديل يعبر عن القضايا الحقيقية، التي تعاني منها المرأة، ويوائم بين ما هو ثابت بحكم الشريعة، وما هو متغير بحكم العصر، الذي نحيا فيه، وإن كنا لا نُغفل بعض الجهود الفردية في هذا السياق.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر 2024, 10:52 pm