لتحقيق في جرائم الحاسوب
كمال أحمد الكركي
المؤتمر العلمي الاول حول الجوانب القانونية والأمنية للعمليات الإلكترونيةمنظم المؤتمر : أكاديمية شرطة دبي – مركز البحوث والدراسات رقم العدد : 4تاريخ الإنعقاد : 26 /4/2003تاريخ الإنتهاء : 28/4/2003الدولة : دبي – الأمارات العربية المتحدة
المقدمة
مع شيوع استخدام وسائل تقنية المعلومات وتزايد الاعتماد على نظم المعلومات وشبكات الحاسوب وفي مقدمتها الأنترنت، شاعت في السنوات الأخيرة طائفة جديدة من الجرائم التي تستهدف المعلومات وبرامج الحاسوب كالدخول غير المصرح به إلى أنظمة الحاسوب والشبكات والاستيلاء على المعلومات أو إتلافها عبر تقنيات الفيروسات وغيرها من وسائل التدمير المعلوماتي أو جرائم قرصنة البرمجيات والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية لمؤلفيها وجهات إنتاج هذه البرامج، وشاعت أيضاً الجرائم التي تستخدم الحاسوب وشبكات الاتصال كوسيلة لارتكاب أنشطة جرمية تقليدية كالاحتيال عبر الحاسوب والتزويرباستخدام التقنيات الحديثة، هذا عوضاً عن طائفة جديدة من الجرائم استخدمت تكنولوجيا المعلومات كبيئة لها، كما في جرائم توزيع المحتوى غير القانوني والضار عبر مواقع الإنترنت وجرائم المقامرة والأنشطة الإباحية عبر الإنترنت أو استثمار مواقع الإنترنت كمخازن للبيانات الجرمية ومواضع لتنسيق أنشطة الجريمة المنظمة وجرائم غسيل الأموال الإلكترونية.
وتشير الإحصائيات أن عدد جرائم الحاسوب في ازدياد مستمر فقد بلغ عدد الجرائم المبلغ عنها في اليابان (810) جرائم لعام 2001مقارنة مع (559) جريمة لعام 2000، وفي الصين بلغ عدد الجرائم المبلغ عنها (4561) جريمة لعام 2001 مقارنة مع (2670) جريمة لعام 2000، وفي كوريا بلغ عدد الجرائم المبلغ عنها (17201) جريمة لعام 2001 مقارنة مع (2190) جريمة لعام 2000، وفي سنغافورة بلغ عدد الجرائم المبلغ عنها (191) جريمة لعام 2001 مقارنة مع (185) جريمة لعام 2001( ).
كما تشير الدراسات إلى أن الخسائر الناجمة عن جرائم الحاسوب في ازدياد مستمر ففي دراسة عن جرائم الحاسوب تجري سنوياً من قبل معهد أمن المعلومات ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وجد بأن 51% من المشتركين في الدراسة سنة 1999 اعترفوا بأنهم قدروا الخسارة بالأرقام ونتيجة لذلك فإن قيمة الخسائر التي تم التبليغ عنها وصلت إلى (123.779.000) مليون دولار وهي تمثل الجزء الأدنى من الخسائر، وفي نفس الدراسة لسنة 2000 وجد أن 74% من المشتركين اعترفوا بالخسائر المالية الناتجة عن جرائم الحاسوب، وأن 42% قد بلغوا عن خسائر وصلت إلى (265.589.940) مليون دولار( ).
ومثل هذا النوع الخطر من الجرائم (جرائم الحاسوب والإنترنت) أثار على مدى السنوات المنصرمة ويثير الآن تحديات بالغة في حقل أنشطة المكافحة وأنشطة التحقيق والوصول إلى مرتكبيها كما أثار تحديات قانونية وفنية بشأن آليات مباشرة إجراءات التفتيش والضبط والتعامل مع الأدلة الرقمية (الإلكترونية) المتعلقة بهذه الجرائم، وهو ما استدعى جهداً دولياً عريضاً من قبل مؤسسات وهيئات تنفيذ القانون بغية رصد هذه التحديات وتوفير وسائل تذليلها سواء على المستوى الفني أو المستوى التشريعي، وفي تحديد أولي يمكننا تبين التحديات الرئيسة التالية في ميدان تحقيق وكشف جرائم الحاسوب والإنترنت.
• فهذه الجرائم لا تترك أثراً مادياً في مسرح الجريمة كغيرها من الجرائم ذات الطبيعة المادية كما أن مرتكبيها يملكون القدرة على إتلاف أو تشويه أو إضاعة الدليل في فترة قصيرة.
• والتفتيش في هذا النمط من الجرائم يتم عادة على نظم الحاسوب وقواعد البيانات وشبكات المعلومات، وقد يتجاوز النظام المشتبه به إلى أنظمة أخرى مرتبطة، وهذا هو الوضع الغالب في ظل شيوع التشبيك بين الحواسيب وانتشار الشبكات الداخلية على مستوى الدول، وامتداد التفتيش إلى نظم غير النظام محل الاشتباه يخلق تحديات كبيرة أولها مدى قانونية هذا الإجراء ومدى مساسه بحقوق الخصوصية المعلوماتية لأصحاب النظم التي يمتد إليها التفتيش.
• كما أن الضبط لا يتوقف على تحريز جهاز الحاسوب فقد يمتد من ناحية ضبط المكونات المادية إلى مختلف أجزاء النظام التي تزداد يوماً بعد يوم، والأهم أن الضبط ينصب على المعطيات والبيانات والبرامج المخزنة في النظام أو النظم المرتبطة بالنظام محل الاشتباه، أي على أشياء ذات طبيعة معنوية معرضة بسهولة للتغيير والإتلاف، وهذه الحقائق تثير مشكلات متعددة، منها المعايير املقبولة للضبط المعلوماتي ومعايير التحريز إضافة إلى مدى مساس إجراءات ضبط محتويات نظام ما بخصوصية صاحبه وإن كان المشتبه به – عندما تتعدى أنشطة الضبط إلى كل محتويات النظام التي تضم عادة معلومات وبيانات قد يحرص على سريتها أو أن تكون محل حماية بحكم القانون أو لطبيعتها أو تعلقها بجهات أخرى.
• وأدلة الإدانة ذات نوعية مختلفة، فهي معنوية الطبيعة كسجلات الحاسوب ومعلومات الدخول والاشتراك والنفاذ والبرمجيات، وقد أثارت وتثير أمام القضاء مشكلات جمة من حيث مدى قبولها وحجيتها والمعايير المتطلبة لتكون كذلك خاصة في ظل قواعد الإثبات التقليدية.
إذن فإن البعد الإجرائي لجرائم الحاسوب والإنترنت ينطوي على تحديات ومشكلات جمة، عناوينها الرئيسة، الحاجة إلى سرعة الكشف خشية ضياع الدليل، وخصوصية قواعد التفتيش والضبط الملائمة لهذه الجرائم، وقانونية وحجية أدلة جرائم الحاسوب والإنترنت، والحاجة إلى تعاون دولي شامل في حقل امتداد إجراءات التحقيق والملاحقة خارج الحدود، وهذه المشكلات كانت ولا تزال محل اهتمام الصعيدين الوطني والدولي.
• هدف الدراسة وغرضها :
انطلاقاً من الأهمية البالغة لهذا الموضوع على نحو ما أوضحنا فيما تقدم، تبين أن هناك حاجة للبحث المتعمق في المسائل العملية المتصلة بتحقيق وإثبات جرائم الحاسوب، لذا فإن هذه الدراسة تنصب على سبر غور المسائل الفنية والقانونية ذات الصلة بتحقيق وإثبات الجرائم الحاسوب، وتهدف إلى تحديد منضبط لأبرز صور جرائم الحاسوب والإنترنت في ضوء ما وصلت إليه الدراسات الجنائية المتخصصة من تطور على مدى السنوات الأخيرة في هذا الحقل، وتهدف إلى الوقوف على التحديات التي يواجه التحقيق في هذا النمط المستجد من الجرائم، كما تسعى إلى بيان الأصول العلمية والعملية لإجراءات التحقيق في البيئة الرقمية.
• إشكالية / مشكلة الدراسة :
إن التحقيق في جرائم الحاسوب والإنترنت موضوع مستجد، لم يحظ بعد بالاستقرار في مسائله على النحو الذي حظيت به أنشطة التحقيق في الجرائم التقليدية، لذا تتحدد مشكلة الدراسة الرئيسة بعدم توفر المعايير القياسية لما يعد صائباً وما لا يعد كذلك في ميدان التعامل مع هذه الجرائم وأنشطة مكافحتها، ويرتبط بالإشكالية الرئيسة أيضاً غياب الخبرة الفنية الملائمة للتحقيق في جرائم الحاسوب وغياب الأدوات التشريعية التي تتيح أمكنة توجيه هذا النشاط، لهذا فإن غرض الدراسة الرئيس السعي لتقديم أجوبة ملائمة – بتوفيق من الله ومشيئته – للأبعاد الرئيسة والفرعية لهذه الإشكالية.
• فرضيات الدراسة ومنطلقاتها:
هل يمكن أن تنطلق الدراسة هذه في محاولتها للوصول إلى أجوبة ملائمة للإشكالية الرئيسة من مجرد فرضية الكفاءة والفعالية في أنشطة مكافحة جرائم الحاسوب؟؟ إن هذه الفرضية وإن كانت محدداً هاماً بل وهدفاً لأجهزة إنفاذ القانون فإنها ستؤدي بالضرورة إلى نتائج قد تعارض مشروعية أنشطة التحقيق، لذا فإن الفرضيات التي تحكم تقديم الحلول للمشكلات المثارة تتمثل بما يلي :
• التحقيق بما يتضمنه من أنشطة التفتيش والضبط والتعامل مع الأدلة يخضع للمشروعية القانونية من حيث التقيد بما يقرره القانون لصحة وقانونية وسلامة هذه الإجراءات.
• التحقيق في البيئة الرقمية محكومة باحتياجات وقواعد وإجراءات تختلف عن التحقيق في بيئة الجرائم المادية التقليدية، سواء من حيث طبيعة السلوك الإجرامي أو من حيث طبيعة الدليل أو وسائل وآليات كشف الجريمة والوصول إلى الدليل الملائم لإثباتها.
• فعالية أنشطة التحقيق في هذا النمط من الجرائم رهن بتوفر الدراية الفنية والقانونية معاً لدى جهات مباشرة التحقيق، وهي دراية متخصصة لا يقتضيها فقط سلامة إجراءات التحقيق بل تتطلبها خطط تفعيل وتطوير أداء الجهة التي تمارسها.
• إن التحقيق في هذا النمط من الجرائم محكوم بعدم المس بالخصوصية المعلوماتية، أي حماية البيانات الشخصية المتعلقة بالحياة الخاصة المخزنة في نظم المعلومات والشبكات وحماية الأسرار التجارية للمنشآت محل الإجراءات التحقيقية. إن هذه الفرضيات الرئيسة محددات لازمة للحلول والأصول المقترحة، وتجاوز أي منها يجعل نتائج وتوصيات التعامل مع تحقيق جرائم الحاسوب مهدد بخطر عدم الملائمة وعدم الفعالية ومخالفة الشرعية.
• منهج الدراسة ومرجعياتها :
تعتمد الدراسة المنهج التحليلي التطبيقي، حيث تعرض للجوانب المتصلة بالمسألة مدار البحث ليصار إلى تحليلها والتوصل للحل أو الموقف منها في ضوء الاحتياجات العملية والتطبيقية وفي ضوء الأحكام الموضوعية الفنية والقانونية، وتستند مادة الدراسة من حيث مرجعياتها إلى أحدث الكتب والمؤلفات العربية والأجنبية في هذا الموضوع وإلى مجموعة واسعة من المقالات والأبحاث والتقارير والحالات التطبيقية والمنشورة على المواقع المتخصصة على الإنترنت.
• معيقات الدراسة:
إن أبرز عائق أمام هذا النوع من الدراسات الحاجة إلى تغطية المسائل من زاويتين الأولى فنية والثانية قانونية، وهو ما يتطلب الإحاطة بجانبي الدراسة توخياً لدقة الحلول والنتائج، إضافة إلى مشكلة قلة المراجع العربية المتخصصة، وقد ساعد في تجاوز هذا العائق توفر عدد جيد من المراجع الأجنبية والدراسات والمقالات المنشورة في مواقع هامة على شبكة الإنترنت.
• هيكلية الدراسة وموضوعات البحث:
إن تناول موضوع الدراسة الرئيس يتطلب ابتداء التمهيد لها بإستعراض موجز لماهية الحاسوب والإنترنت والقواعد القانونية العامة للتحقيق وتحديد عام لمشكلات التحقيق في جرائم الحاسوب وهذا ما سيكون محلاً للفصل الأول باعتبار هذه الموضوعات مدخلاً موضوعياً يحتاجه القارئ الكريم غير المحيط بالأبعاد الفنية أو القارئ الفني غير المحيط بالأبعاد القانونية.
وليتحقق بحث التحقيق في جرائم الحاسوب لا بد من تحديد منضبط لأنماط جرائم الحاسوب وصورها، وهو ما سيكون محلاً للفصل الثاني بغية تحديد المحل الموضوعي لأنشطة التحقيق الجنائي.
وفي الفصل الثالث فإننا نتناول موضوع التحقيق في جرائم الحاسوب من الزاويتين النظرية والعملية عبر إيراد التحديات على نحو تفصيلي وإيراد الجوانب الإرشادية اللازم توخيها لدى التحقيق في هذا النمط من الجرائم.
الفصل الأول
محددات عامة حول الحاسوب والإنترنت
ومشكلات التحقيق في البيئة الرقمية
المبحث الأول: الحاسوب والإنترنت.
المبحث الثاني: القواعد العامة في التفتيش الجنائي وضبط الأدلة وتحديات التعامل مع الأدلة الرقمية.
تمهيد وتقسيم :
يهدف هذا الفصل إلى توفير مدخل موضوعي لموضوع الدراسة، إذ ثمة حاجة لمعرفة غير المتخصص تقنياً بالمسائل الرئيسة حول وظائف أجزاء الحاسوب الرئيسة ذات الصلة بالأدلة الرقمية وكذلك المسائل الرئيسة ذات الصلة بالإنترنت من حيث ماهيتها وتطبيقاتها وفوائدها في حقل إنفاذ القانون (المبحث الأول)، وكذلك ثمة حاجة لمعرفة غير المتخصص قانوناً بالقواعد العامة للتفتيش والضبط الجنائيين وأبرز التحديات المتصلة بالتحقيق في جرائم الحاسوب (المبحث الثاني)، كل ذلك بغية تسهيل بسط الأحكام والوسائل القانونية والتقنية التي ستتناولها فصول هذه الدراسة.
المبحث الأول
الحاسوب والإنترنت
في هذا المبحث نبين وظائف أجزاء الحاسوب الرئيسة ذات الصلة بالأدلة الرقمية (المطلب الأول)، وللوقوف على مسائل الإنترنت الواسعة والمتشابكة في حدود ما تتطلبه هذه الدراسة، لا بد من تبين ماهية الإنترنت وأنظمتها وتطبيقاتها الشائعة، والوقوف بإيجاز على فوائد ومزايا الإنترنت في حقل إنفاذ القانون (المطلب الثاني).
المطلب الأول: وظائف أجزاء الحاسوب الرئيسة ذات الصلة بالأدلة الرقمية( ):
في كل مرة يتم فيها تشغيل الحاسوب يجب أن تتعرف على أجزائه الداخلية والطرفيات Peripherals، وعملية البدء هذه تسمى Boot وهي تتكون من ثلاث مراحل أساسية: إعادة تجهيز وحدة المعالجة المركزية CPU وفحص التشغيل الذاتي POST وبدء التشغيل من القرص Disk Boot.
1. وحدة المعالجة المركزية:
وهو محور اي جهاز حاسوب، وكل شيء يعتمد على قدرة CPU على معالجة الأوامر التي تتلقاها، ولذلك فإن أول مرحلة في عملية Boot هي إعادة تجهيز Reset لوحدة المعالجة المركزية بواسطة نبضة إلكترونية والتي تم توليدها عند ضغط زر التشغيل. وحالما يتم تشغيل CPU يتم تشغيل نظام المدخلات والمخرجات الأساسي BIOS.
2. نظام المدخلات والمخرجات الأساسي BIOS
يتعامل هذا النظام مع حركة المعلومات داخل الحاسوب، فكل برنامج تشغله على الحاسوب يستخدم هذا النظام للاتصال مع (CPU).
3. فحص التشغيل الذاتي:
وهذا برنامج ضمن BIOS يقوم ببدء الأجزاء الأساسية للحاسوب، وعندما يقوم CPU بتشغيل BIOS يتم أيضاً بدء برنامج POST والذي يقوم بدوره بالتأكد من أن جميع أجزاء الحاسوب تعمل بشكل صحيح بما في ذلك سواقات الأقراص Disk drives والشاشة والذاكرة RAM ولوحة المفاتيح.
4. نظام التشغيل Operating System : وهو الواجهة Interface بين الحاسوب والعالم الخارجي، ويكون نظام التشغيل عادة على قرص مرن أو قرص صلب أو قرص مدمج، لذلك عندما يقوم الحاسوب بتحميل نظام تشغيل فيبحث عن هذه الأقراص بترتيب معين حسب الإعداد Configuration ويقوم بتحميل أول نظام تشغيل يجده .
5. قرص الحاسوب Computer Disk:
عند إجراء عملية تجهيز أقراص الحاسوب لأول مرة Format يتم تقسيمها إلىSectors و Tracksوأي مجموعة من Sectors تسمى Cluster وهي وحدة التخزين الأساسية في القرص. وعندما تقوم بتخزين ملف يأخذ حجماً أقل من Cluster واحد فإن الملفات الأخرى لن تستخدم الفراغ الإضافي فيه، وبمعنى آخر حالما يحتوي Cluster على معلومات فإنه يتم حجزه بالكامل، وهذا يشبه نظام طاولات المطعم إلى حد ما، فإذا جلس ثلاثة من الناس على طاولة فإن الطاولة تحجز حتى يغادروا، وإذا جلس معهم شخص رابع غريب فلربما يشاركهم الوجبة. ونفس الفكرة موجودة في الحاسوب فإذا تم وضع معلومات إضافية في جزء غير مستخدم من Cluster فإن المعلومات الجديدة قد تتداخل مع المعلومات القديمة وكل قرص حاسوب يحتفظ بسجل للمعلومات في كل Cluster وعند شطب ملف فإن المرجع إلى ذلك الملف يتم شطبه من السجل ولكن المعلومات نفسها لا تشطب لذلك بالإمكان استرجاع ملف بعد شطبه، وحتى عند إعادة الكتابة على الملف المشطوب وإذا لم يأخذ الملف الجديد جميع الـ Cluster يمكن أن يبقى جزء من الملف القديم وأن يتم استرجاعه بعد شطبه وإعادة الكتابة عليه.
المطلب الثاني
ماهية الإنترنت وأنظمتها وتطبيقاتها الشائعة
1. ماهية شبكة الإنترنت :
إنها شبكة كمبيوتر معينة تتيح الاتصال لملايين الحواسيب وآلاف الشبكات الصغيرة في أنحاء العالم باستخدام نفس تقنية الاتصال التي تبث عبر خطوط الهاتف والميكروويف والأقمار الفضائية.
وجميعها تبث المعلومات عبر ما يعرف بـ TCP/IP بروتوكول التحكم بالبث وبروتوكول الإنترنت، بكلمات بسيطة هي تقنية تتيح لكافة الشبكات والأنظمة أن تتحدث إلى بعضها البعض. والمعلومات تنتقل في الإنترنت في حزم Packets وتمر في أي جزء من الإنترنت حيث الحركة هادئة( ).
عندما تدفع لحساب الإنترنت فإن المال الذي تدفعه يشتري حق الوصول، وفعلياً فإنك تستأجر الحق باستخدام اتصال الإنترنت الخاص بمؤسسة كبيرة تملك المصادر المالية والتقنية لتأسيس إتصال مستمر ومباشر للإنترنت.
2. من يملك الإنترنت ويتحكم بها ويديرها؟؟
ليس ثمة شخص أو مؤسسة تملك الإنترنت، إن شبكات الكمبيوتر تخص حكومات وشركات ومؤسسات ومنظمات وأشخاصاً، كلهم يؤلفون الإنترنت وهم يملكون أجزاءهم الفردية فقط، وهذا يعني أنه لا يوجد من أو ما يتحكم بها أو يديرها لوحده، مع أنه هناك مؤسسات معينة تتفق على تقنيات مشتركة وتخصيص العناوين ولكن لا يوجد سلطة قوية مركزية لإدارتها.
إن قلة ومحدودية السيطرة المركزية أو التحكم يؤدي إلى قوة الإنترنت وجذبها، وهو السبب الرئيسي لنموها الهائل ووصولها واستخدامها في أنحاء العالم. وكنتيجة مباشرة، إذا تم الارتباط بالإنترنت عبر أي وسيلة فإن خدماتها تصبح في متناول المستخدم.
3. ما هي الإنترانت Intranet:
الإنترانت عبارة عن إنترنت داخلية، وهي تستخدم نفس تقنية الاتصال وبرنامج التشغيل وكلها تمثل حلقة مغلقة ضمن الإنترنت الأوسع. وربما تكون مقتصرة على نفس تنظيم الشركة وتشمل روابط لشبكات ذات علاقة بها، ولكن لا يمكن الوصول إليها من الخارج كما لا يمكن الوصول إلى الأنترنت عبرها. ومع ذلك فإن هناك اتجاهاً متزايداً حيث تسمح الإنترانت بالوصول إلى الإنترنت الأوسع عبر كومبيوترات بعيدة التي تستخدم تكنولوجيا "Firewall" وهو عبارة عن نظام أمن وتصفية لإيقاف الوصول غير المرغوب به من وإلى الشبكة المغلقة.
4. أنظمة الإنترنت :
يقصد بأنظمة الإنترنت الأدوات الرئيسة لعمل الإنترنت وتطبيقاتها في الاستخدام، وسنقف تالياً على هذه الأنظمة بشيء من التفصيل، وعلينا أن ندرك أنه كلما تقدمت التكنولوجيا فإن كل مجال من المجالات التكنولوجية سوف تتفاعل مع بعضها، والحدود أو الفروقات فيما بينها سوف تمحى، وهناك العديد من البرامج التي يتم طرحها وتطويرها باستمرار( ).
أولاً: البريد الإلكتروني : e-mail
أ. ما هو البريد الإلكتروني :
وهو عبارة عن معلومات إلكترونية تكون عادة بشكل كتابي أو بياني يمكن أن يرسل من مستخدم إلى آخر وهو شبيه تقريباً بالبريد التقليدي ولكنه أسرع وقليل التكلفة عند استخدامه( ).
عادة عندما يرسل البريد ليس هناك سجل فوري فيما إذا كان قد وصل وجهته، وعلى الرغم من ذلك فإن معظم برامج البريد الإلكتروني التجارية سوف تعيد الرسالة الأصلية إلى المرسل إذا لم يكن ممكناً تسليمها إلى مستقبلها، وأي خطأ بسيط في التهجئة الصحيحة والدقيقة لعنوان الإنترنت – كما هو الأمر في نظام الهاتف – سيكون قاتلاً بحيث أن الرسالة لن تصل مستقبلها.
البريد الإلكتروني في الإنترنت مصمم للنصوص فقط ولذلك لا يمكن أن يتعامل مع ملفات ثنائية (ملفات كبيرة عادة تتكون من برامج حاسوب ورسومات) ولذلك قبل إرسال مثل هذه الملفات يتم تحويلها إلى شكل نص بواسطة أساليب (برامج) متعددة، ومن أكثر هذه البرامج شيوعاً BINAEX و UUENCODE و MIME، فإذا شاهدت هذه المصطلحات في البريد الإلكتروني أو مكان آخر فإنه من الأكيد أن الرسومات وبرامج الحاسوب تم تحويلها لنقل عبر الإنترنت وليس من الضروري الفهم العميق لهذه البرامج لأنها عادة مدمجة في معظم برامج البريد الإلكتروني أو يمكن إنزالها مجاناً على الإنترنت، المهم في الموضوع هو أنه عندما تذكر هذه البرامج في طلب أو توجد ضمن مادة مستخدمة ربما تدل على أن الهدف إرسال ملفات أكبر، وهذا عادة يبرر أي فحص أو تدقيق.
ب. ما الذي يمكن الإفادة منه مع البريد الإلكتروني:
إن البريد الإلكتروني وفي عدة أحيان يحتوي بنوداً تسمى (محتويات) أو (مرفقات الملف) وهي تشبه إرسال رسالة مع صور أو مواد أخرى في المغلف هذه المواد في لغة الحاسوب يمكن أن تشمل الإباحية قرصنة البرامج، برامج الحاسوب، الصوت، أفلام الفيديو، فيروسات، ..........الخ.
ج. كيف يعمل البريد الإلكتروني :
عندما يرسل مستخدم الإنترنت رسائل بالبريد الإلكتروني فإنها سوف تنتقل إلى مزود خدمات الإنترنت. ويقوم الحاسوب المصمم للتحكم بالبريد بإيصال المعلومات إلى أحد أجهزة الحاسوب والموظفة لخدمة البريد والواقعة في مناطق معينة من الإنترنت، وهذه بدوره سيرسل المعلومات قريباً من وجهتها المقصودة، وحالما تصل المعلومات حاسوب البريد المستقبل فإنها تستقر هناك حتى يتفقد الشخص "صندوق بريده" ليبحث عن البريد الإلكتروني أو إذا كان هناك برنامج تلقائي بحيث يخبر المستقبل أنه قد ورد إليه بريد وثم سيستلم البريد.
د. كيف تقرأ أو تفهم البريد الإلكتروني :
يأتي البريد الإلكتروني على شكلين (البريد الإلكتروني) الذي يصمم ويبث إلكترونياً ويخزن من قبل الحاسوب على قرص صلب أو مرن، و(النسخة الورقية) التي يختار المرسل أو المستقبل أو أي شخص أن يطبعها، ومن المهم أن نلاحظ أن هناك نسختين مختلفتين لكل من البريد الإلكتروني والنسخة الورقية، النسخة البسيطة يمكن أن تشاهدها عند كتابة أو استقبال البريد في برنامج بريد الإلكتروني، وبالضرورة فإن برنامج البريد الإلكتروني يزيل الكثير من الإجراءات التي تحتاج إلى استعالها، النسخة المفصلة والتي تعطي تفصيلاً عن مواضيع مثل نوع برنامج البريد الإلكتروني الذي تمت الكتابة بموجبه وكيف وصلت الرسالة من (أ – ب) وأوقات الإجراء..........الخ.
هـ. ما هي النسخة البسيطة Simple version لرسالة البريد الإلكتروني :
في كلا الشكلين الإلكتروني والورقي فإن النسخة البسيطة ستعطي معلومات أساسية عن مصدر الرسالة ولمن أرسلت والوقت والتاريخ وثم جسم الرسالة، وهذه النسخة عادة تخزن في صندوق بريد برنامج البريد الإلكتروني وتعطي معلومات أكثر من كافية للاستخدام اليومي حيث أن أكثر المستخدمين لا يرغبون أن يعرفوا عن أصول البريد الإلكتروني.
و. ما هي النسخة المفصلة :
هذا النوع من البريد الإلكتروني عادة يوجد في بيئة ملفات الحاسوب تحت مستوى التشغيل وعادة في ملفات مثل inbox .mbx و mbx, outbox .mbx هي مثال على ملف صندوق بريد وهناك أنواع أخرى، وعند البحث عن هذه الملفات من الأفضل استشارة شخص كفؤ في برنامج البريد الإلكتروني، ومثال هذه الملفات عادة تحتوي على معلومات تفصيلية تحت واحد أو أكثر من المجالات Headings التالية:
1. الممر : Path
هذا سيفصّل الطريق الذي سلكه البريد من المرسل إلى المستقبل. وعلى سبيل المثال فإن Path سيصف الكمبيوترات والشبكات التي سلكها البريد الإلكتروني ليصل إلى وجهته المقصودة، وهذا يمكن أن يساعد الفاحص خصوصاً أين انتقل البريد الإلكتروني عبر الشبكة الداخلية، وهذا الممر من الممكن أن يترك أثراً ممتازاً ليدل على المصدر الأصلي.
2. العنوان الصادر (المرسل) Originating address
هذا سوف يفصل العنوان الفعلي للمرسل الأصلي ولكن يأخذ بعين الاعتبار مواضيع ذات صلة بذلك مثل كيفية إخفاء أو تزوير الهوية على الإنترنت.
3. علامات الوقت والتاريخ:
هذا المجال يحدد مناطق التوقيت وتاريخ دخول البريد الإلكتروني إلى الإنترنت لأول مرة، وذلك يعطينا معلومات مهمة عند محاولة تأكيد وقت ومكان صدور البريد. ولكن يجب أن ندرك أن العديد من الأنظمة تستعمل GMT توقيت غرينتش – لندن/إنجلترا لتحديد علامات الوقت والتاريخ بغض النظر عن أي مكان في العالم يتم استعمال نظام البريد الإلكتروني فيه.
4. رقم تمييز الرسالة :
هذا الرقم يمثل الرقم المرجعي المميز لتلك الرسالة، وربما يحمل معلومات عن البرنامج الفعلي للبريد الإلكتروني مثل نوع البرنامج المستخدم لجمع وإرسال البريد الإلكتروني. وهو مفيد أيضاً عندما يحتاج مصدر البريد إلى تحقق أو عندما يطلب دليل الإثبات.
5. جسم الرسالة :
ربما تكون في نص بسيط ومقروء، ومعظم البريد يشفّر بواسطة برنامج الإلكتروني في أشكال مثل UUENCODEMIE ، BINHEX والتي تسمح ببث النص عبر الإنترنت.
وكقاعدة عامة فإن الرسالة التي تحتوي على سطور قليلة (ما بين 10-20) ستكون على شكل نص text file، أما الرسائل التي تحتوي على مئات أو آلاف السطور فستكون صوراً graphics وصوتاً أو برنامج حاسوب.
6. المرفقات :
هذه يمكن أن تحتوي على برامج أو ملفات ويمكن أيضاً أن توجد بشكل مفصّل أو أن تختصر (تضغط)، ويعد أسلوب المرفقات هو أفضل وسيلة لإرسال الملفات الكبيرة بواسطة البريد الإلكتروني.
ثانياً: مجموعة الأخبار : Newsgroups "Usenet"
هي شبكة مشتركة من مجموعات حوار الحاسوب حيث من الممكن عرض وإرسال وإنزال البريد الإلكتروني ويشمل النص والصورة والفيلم والصوت وبرامج الحاسوب.
هذا المجال مشابه من حيث السياق إلى IRC ولكنه فيه صندوق بريد ثابت حيث يرسل المستخدم ويقرأ البريد وبرنامج الحاسوب وملفات الرسومات والصوت......الخ، وذلك في أنواع عديدة من الموضوعات.
ثالثاً: بروتوكول نقل الملفات: FTP
يسبق قسم الشبكة من الإنترنت، وهو أساساً شبكة من آلاف مواقع الحاسوب التي تقع في أنحاء العالم والمجهزة للسماح بالوصول عن بعد remote access، وقد نشأت أصلاً في المجتمع الأكاديمي والأبحاث وهي مصدر لا زال مستخدماً ولو أنها ذات مدى أقل من الشبكة web، وكل موقع من FTP يحتوي على معلومات يمكن تنزيلها مجاناً، ومن ضمنها عدد كبير من المصادر تشمل الأعمال الأدبية، المكتبات الصورية، أرشيفات برنامجية، الأوراق الحكومية والقانونية، الموعد الاقتصادي والكثير الكثير، وتبقى أفضل وسيلة لنقل الملفات الكبيرة عبر الإنترنت( ).
رابعاً: الشبكات الخاصة – تلنت Telnet
التلنت Telnet برنامج شبكة يتيح للمستخدم أن يدخل ويعمل على الحواسيب الأخرى المتصلة بشبكة معينة وليست شرطاً بالإنترنت كله، وهو يعمل مع بروتوكول الإنترنت وبروتوكول التحكم بالبث TCP/IP وهو البرنامج الذي يتيح للأنظمة الأخرى في الإنترنت أن تتصل ببعضها، ويمكن استعماله للدخول في نظام آخر عندها يقدر المستخدم على الوصول وتشغيل البرامج والخدمات التي قد لا توجد في حاسوبهم.
خامساً: الشبكة العالمية World Wide Web "WWW"
إنها بدون شك أكثر جزء محبب من الإنترنت للمستخدم الجديد وهي أساساً شبكة تتكون من ملايين المواقع تتصل ببعضها باستعمال برنامج بياني، ويمكن تشبيهها بكتالوج ضخم من المعلومات الحية والمتفاعلة مع بعضها، ومن السهل الانتقال من موقع إلى آخر بغض النظر عن الموقع أو البلد أو مناطق التوقيت، وكل موقع على الشبكة يمكن أن يحتوي على تنظيم مدهش من المعلومات عن أي موضوع وقد يحتوي على خليط من النص والرسومات وملفات الصوت. وكل موقع على الشبكة يقع على حاسوب شخصي أو حاسوب يكون جزءاً من شبكة أو يخص مزود ISP، وهي عبارة عن قاعدة معلومات تقدم بطريقة معينة ولغة تسمى html وهي وسيلة بيانية ووتوثيقية جداً لعرض المعلومات.
سادساً: محادثات الإنترنت على مراحل IRC Internet Relay Chat
أساساً هي شبكة حية من قنوات الحوار، وفي أي وقت هناك الآلاف من القنوات الفاعلة، وهناك ثلاثة أنواع من: IRC
• عامة : متاحة لجميع المستخدمين.
• خاصة : يمكن مشاهدتها ولكن وصولها مقيد.
• سرّية: ليست معلنة بشكل عام ووجودها مرهون عن طريق الشيفرة الصوتية word of mouth وكل قناة لها اسم ورقم أو كلاهما أو حتى رموزاً، هي دائما تسبق بالرمز (#) والذي يحدد اسم/رقم القناة.
سابعاً: هاتف الإنترنت Internet Telephone
وهو عبارة عن برامج حاسوب طورت لتتيح للمستخدم أن يتحدث مع الآخرين عبر الإنترنت، والفائدة هي أن المستخدمين يستطيعون التحدث إلى بعضهم في أنحاء العالم عبر الإنترنت بتكلفة مكالمة هاتفية عادية، وهناك الآن ثلاثة أنظمة مختلفة( ):
• النظام الأول: يسمح للمستخدمين، والذين يملكون معدات وبرنامج حاسوب بالاتصال ببعضهم عبر نظام طلب مباشر.
• النظام الثاني: هنا المستخدمون يحتاجون إلى معدات حاسوب وبرنامج فيه النشاط الهاتفي يحدث عبر القنوات كمثل قنوات IRC ولكنها اتصالات صوتية.
• النظام الثالث: هنا يحتاج المستخدم لمعدات حاسوب وبرنامج، هذا المتصل يرتبط بموقع شبكة تجاري معين، المكالمة الهاتفية تسير إلى أقرب مقسم للمستقبل ومن ثم إليه.
هذه الأنظمة الثلاثة لها نفس الهدف: تقليل تكلفة المكالمات البعيدة وتقليل الاعتماد على النظام الهاتفي التقليدي.
ثامناً: تفسير بعض المختصرات الشائعة في بيئة الإنترنت وأنظمتها :
HTML وتعني Hyper Text Mark-up Language وهي لغة الحاسوب التي تكتب بها مواقع الشبكة وهي أساساً خليط من النصوص والرسومات وهي تجسيد تفاعلي حيث يبدو أحياناً حياً.
URL وتعني Uniformed Resource Locator وهو امتداد لنظام عناوين الإنترنت، وهو يحدد جميع المعلومات الضرورية لشخص وهو يحدد عنوان بريدك الإلكتروني وموقع الشبكة وموقع FTP وعناوين مجموعة الأخبار:
HTTP* Hyper Text Transfer Protocol)
وهو بروتوكول تكنولوجي والذي يتحكم بالوصول إلى كل العناوين المختلفة في الشبكة ويجب أن تضع هذا في مقدمة كل عنوان لمواقع الشبكة .HTTPS وهي شكل آمن من HTTP.
استخدامات وفوائد شبكة الإنترنت في ميدان تطبيق القانون( )
1. استخدامات الإنترنت في حقل إنفاذ القانون؟
أ. كمصدر للمعلومات والاستخبارات :
الشبكة تحتوي على تنظيم شاسع من المواقع التي تقدم معلومات عن أي موضوع معروف للإنسان، المشكلة التي يواجهها كثير من المستخدمين هي كيفية إيجاد معلومات محددة بدون قضاء وقت طويل للبحث عنها، أسهل طريقة لتجاوز هذه الصعوبات هي الإلمام بالبواحث search engines والمنتشرة باتساع على الشبكة، هناك تقريباً ألف باحث متوفر، وبكلمات أخرى فهي تقدم الوسيلة التي نجد بها المعلومات.
ب. كمصدر لدلائل الجريمة :
العديد من مواقع الشبكة تستعمل من قبل الكثير من المنظمات الإجرامية والثائرة على السلطة والأفراد المتورطين في الأشكال المختلفة من النشاط الإجرامي. مثل هذه المعلومات الموجودة على موقع معين تحتوي على دليل مباشر على نشاطهم أو على الأقل الأماكن الأخرى حيث يوجد مثل هذا النشاط بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المواقع تخزن المعلومات تلقائياً عن الزيارات التي تلقتها من مستخدمي الإنترنت، وهذه المعلومات تكون عبارة عن وقت وتاريخ الزيارة وعنوان المستخدم.
وربما تمتد هذه المعلومات لوصف ماذا فعل المستخدم عندما زار موقع، أي تنزيل المعلومات أو البريد الإلكتروني الذي استعمله مع الموقع.
ج. وسيلة ديناميكية للإعلام بين الشرطة والجمهور:
وذلك لإعلام الجمهور عن خدمات الشرطة، عن هيكلها وأهدافها وإنجازاتها، ويمكن تطويره لاستلام تقارير من المواطنين عن الجرائم والآراء والاتجاهات والأفكار التي تختص بمشكلات اجتماعية معينة على سبيل المثال فإن شرطة دورسيت في المملكة المتحدة وبالتعاون مع محطة إذاعة تضع الحوادث الجرمية على موقع على شبكة( ).
د. وسيلة إتصال :
لا شك بأن الإنترنت هو نظام اتصال عالمي سريع وفعال ويمكن استغلاله في عدة طرق مختلفة، أنه قليل التكلفة وسهل الاستخدام ولا يكلف أكثر من مكالمة محلية تلفونية، ويستطيع أن يقدم وسيلة بديلة للإبلاغ عن الجريمة على الشبكة وإعطاء المعلومات حول نشاط مجرم أو مشتبه به بواسطة مبادرات مثل مانعي الجرائم.
وبما أن تكنولوجيا الشيفرة تتطور فإن الإنترنت وسيلة ممتازة للاتصال بشكل خفي وإعطاء المعلومات بدون كشف الاسم وفوق ذلك فهو سهل الاستخدام لأن جميع التقنيات والأنظمة الموجودة تصمم لتدار بنفس الطريقة.
هـ. وسيلة لاكتساب المعلومات والمعرفة:
وهو أداة بحث قوية وممتازة يزداد استعمالها باستمرار من قبل الحكومات ورجال الأعمال، وهو يؤمن الوصول إلى كميات لا تعد ولا تحصى من المعلومات وكل ذلك ضمن بيئة آمنة وسليمة أمنياً.
و. وسيلة استخبارات ودليل على نشاط المجرم والمشتبه به:
يمكن استعمال الإنترنت لمراقبة النشاط الجرمي للأفراد والجماعات والمشتبه بهم في مجالات مثل مواقع الشبكة و newsgroups ومحادثات الإنترنت بالترحيل IRC أن المعلومات والأدلة يمكن الحصول عليها من جميع تلك المجالات ذات الصلة.
2. كيف تتوفر المعلومات؟
عندما تتصل بموقع على الشبكة فإن حاسوبك تلقائياً ينزل أجزاء من المعلومات على الموقع والذي بدوره يضعها في "مخبأ" مؤقت على حاسوبك، وهذا سيسرّع العملية إذا اتصلت بالموقع مرة أخرى. ومن الممكن تنزيل المحتويات بأ كملها على موقع شبكة، وهذه عملية معقدة نسبياً ويجب أن يقوم بها شخص كفؤ، وتستطيع أن توفر المعلومات بواحدة من طريقتين.
• في "html" فإنك ترى الشكل البياني على الشاشة، هذا سينسخ بأفضل طريقة ما هو موجود على صفحة الشبكة web page ولكنه سيأخذ مكان تخزين أكبر.
• في "text" هذا سيوفر محتويات صفحة الشبكة في نص بسيط وسيتطلب فراغاً أقل.
عندما تنفذ أمر "save" فإن البرنامج سيسألك بأي شكل تريد التخزين وأين تضعه في حاسوبك.
3. ما هي أفضل سبل الوصول للمعلومات ذات الصلة بتطبيق القانون في بيئة الإنترنت؟
أولاً: Search Engines البواحث:
هناك برامج بواحث متوفرة بحرية على الإنترنت، وهي تشغل بشكل واسع بحيث أنها ستبحث عن أي معلومة تريدها. بالنسبة للشرطة فهي تشبه إلى حد كبير حاسوب الشرطة المركزي للاستعلامات باستثناء أن البواحث تتوصل بواسطتها إلى أي شخص على الإنترنت( ).
أ. كيف تعمل البواحث؟
هي عبارة عن برامج حاسوب تم تصميمها للبحث عن ملايين العناوين لقواعد بيانات الإنترنت. ومع ذلك هناك عدد متزايد من البواحث والتي صممت خصيصاً للبحث عن أجزاء أخرى من الإنترنت مثل عناوين البريد الإلكتروني، مجموعات الأخبار، FTP، telnet و IRC، وهي تنجز البحث في وقت قصير نسبياً، عادة خلال ثواني أو دقائق، والعديد منها تقدم إمكانية البحث في عدة لغات مختلفة وهناك الآلاف منها ومع أنها تبدو مختلفة عن بعضها فهي تستعمل نفس التكنولوجيا، وهي تقع على مواقع الشبكة web sites وعدد منها يتم دمجه في متصفحات الشبكة web Browsers ويمكن الوصول إليها بالضغط على زر البحث( ).
ب. كيف تستعمل البواحث :
إنها سهلة الاستعمال، ببساطة عليك طباعة المعلومات التي تريدها وتبدأ البحث بالضغط على الزر أو الصورة. والمعلومات التي تبحث عنها قد تكون تفاصيل عن فرد أو شركة أو معلومات عن أي معلومات يمكن تصورها، إن نتائج البحث عادة ما توضع في قائمة من أجل أفضل استجابة وببساطة اضغط على كل نتيجة حتى تحصل على ما تريد أو تقرر أن تبدأ بحثاً آخر.
ج. كيف تستثمر الإنترنت كمصدر للأدلة :
نتائج البحث يمكن أن تعتمد كدليل بعدة طرق مختلفة:
• الملاحظة المادية للنتيجة .
• طباعة نتيجة البحث.
• تخزين نسخة من نتيجة البحث في ملف الحاسوب على القرص الصلب في الحاسوب أو على وسيلة خارجية مثل القرص المرن.
ويمكن قراءة الملاحظات الإرشادية أو صفحة المساعدة التي تأتي مع كل بحث، هذه تعطي تعليمات بسيطة حول كيفية استعمال محرّك البحث. كل باحث سيعطي إرشاداً حول كيفية تصفية البحث وجعله محدداً أكثر وهكذا تزيد فرص دقة النيتجة المعروضة. من المفيد استعمال مواقع book-marking في متصفح الإنترنت العام، سيكون من السهل الرجوع إليها فيما بعد وستوفر كتابة العنوان. وتذكر أن الإنترنت مصدراً لا يصدق ويتطور باستمرار وهناك بواحث جديدة تضاف بالإضافة إلى الإمكانيات الأخرى.
ثانياً: المتصفحّات Browsers
وهي عبارة عن برامج حاسوب طوّرت لتتيح الوصول إلى سلسلة متنوعة من الأنظمة وهي تتراوح بين :
• البحث عن إرشادات الإنترنت وملفات الحاسوب.
• الوصول إلى الشبكة وزيارة المواقع المختلفة.
• إرسال واستقبال وتخزين البريد الإلكتروني.
• الوصول إلى FTP ومواقع Telnet وتنزيل الملفات.
• العمل في مجموعات الأخبار.
بالرغم من أنها معقدة التصميم فإنها تعطى بشكل "رسومات"، وخلال وقت قصير فإن المستخدم المبتدئ يمكن أن يصبح كفؤاً في هذا المجال. أنها سهلة التنزيل على الحاسوب ويمكن تشغيلها على الخط Online أو بدون offline، أكثرها متعدد الوظائف ومتفاعل مع بعضه بحيث أنها تستخدم للانتقال بين الأجزاء المختلفة للإنترنت بالتأشير والضغط على أزرار البرنامج باستعمال "فأرة" الحاسوب. ثم من السهل التحرك بين أجزاء الإنترنت مع الحاجة إلى الحد الأدنى من المعرفة والمهارة والكفاءة. هناك تقريباً ثلاثين متصفحاً عاماً متوفراً بحرية عبر الإنترنت وقد وصفت بأنها مفاتيح الإنترنت( ).
أ. كيف تعمل ؟
كل متصفح هو عبارة عن صندوق من البرامج المختلفة تسحب مع بعضها إلى مكان واحد، السبب الرئيسي لسهولة الاستعمال هو أنه بدونها سيضطر المستخدم للدخول على برامج مختلةف لعمل أشياء مختلفة.
ب. ما المعلومات والأدلة التي تحملها؟
المتصفحات تخزن وتسجل كمية كبيرة من النشاط، وهذا جزئياً وظيفة ذاتية للبرنامج ويعكس الأوامر التي يعطيها المستخدم للمتصفح. إن نوع المعلومات تشمل تفاصيل المواقع التي وصل إليها المستخدم ويعطي تفاصيل الزيارات إلى مواقع الشكبة، مجالات ftp مجموعات الأخبار وهكذا.
المبحث الثاني
القواعد العامة في التفتيش الجنائي وضبط الأدلة
والمشكلات المثارة فيما يتصل بالأدلة الرقمية
1. تفتيش نظم الحاسوب وضبطها( ):
يعتبر التفتيش إجراء من إجراءات التحقيق يتطلب أوامر قضائية لمباشرته، ويهدف للبحث عن الأدلة المادية التي ترتبط بالجريمة مدار التحقيق ولا يشمل لذلك الأدلة الشفوية أو القولية لاتصال الأخيرة بعنصر الشخص – الشاهد، ويجري التفتيش بخصوص جرم تحقق وقوعه، ويوجه التفتيش إلى مكان يتمتع بالحرمة، أو يتجه إلى الشخص المشتبه به، ويخضع التفتيش في وجوده وإجراءاته التنفيذية إلى أحكام القانون والتي من أبرزها صدور أمر التفتيش أو مذكراته الكتابية عن الجهة التي حددها القانون، مع بيان الأسباب الموجبة لذلك ومحل التفتيش المخصوص.
وتثير جرائم الحاسوب والإنترنت تحديات بشأن الإطار القانوني الملائم لإجراءات التفتيش والضبط التي تباشرها سلطات التحقيق المكلفة بتقصي الجرائم وإحالة الجناة للقضاء، ويبدو أن هذا الإطار يغاير أطر للتفتيش والضبط المتصلة بالجرائم التقليدية، ويرجع ذلك إلى أن تقنية الحاسوب تنطوي على حالات مختلفة من حيث ظروفها وأحوالها وتتطلب لإجراء التفتيش تقنيات لتفتيش نظم المعلومات، فقد لا يكون النظام محل التفتيش مملوكماً للمشتبه به وليس ثمة وسيلة ميسرة لمعرفة ذلك، كما أن ملفات الحاسوب قد تكون مخبأة أو محمية داخل نظام الشخص وقد تنقل حول العالم من نظام لآخر بثوان، كما يسهل إتلافها بمجرد استخدام لوحة المفاتيح، ربما ليس إتلافاً كاملاً ولكنه قد يكون معطلاً لإنجازالتفتيش عندما لا يكون من يجري التفتيش خبيراً في تقنيات التحري عن الملفات المحمية أو المتلفة كما أن الدليل نفسه يصعب تحديد مكانه ابتداء، فقد يكون داخل النظام أو قد يكون مخزناً على وسائط أخرى، كتخزينه على الأقراص باختلاف أنواعها، وقد يكون موجوداً أصلاً في جزء من الشبكة لا يرتبط بالمشتبه به مباشرة لكنه يستخدم هذا الموقع لإخفاء الأدلة أو لتمثل مدخلة إلى نظم الحاسوب المستهدفة، والملفات أيضاً قد تكون مشفرة لا يظهر محتواها إلا بفك التشفير، وقد تكون البيانات التي تثبت حصول الفعل جزءاً من خادم نظام حاسوب يقع خارج الحدود في دولة أخرى، وقد يكون نشاط الجاني مباشراً بالأساس من حاسوب لا يخصه أو من حاسوب محمول يسهل عليه التخلص منه أو إنكار ملكيته، كل هذه الحقائق وغيرها الكثير يجعل من تحديد السبب الموجب للتفتيش أمراً صعباً ويجعل من تقديم وصف محدد لمحل التفتيش أمراً أكثر صعوبة.
والضبط القضائي هو الأثر المباشر للتفتيش، وهو من بين إجراءات التحقيق التي تهدف إلى وضع اليد على الأدلة المتحصلة من التفتيش وتحريزها وحفظها لمصلحة التحقيق.
وضبط الأدلة الكونية أو ما يتعلق بجرائم الحاسوب والإنترنت يتصل بضبط المكونات المادية لأنظمة الحاسوب، وضبط المكونات المعنوية – البرمجيات، وضبط المعطيات التي تتناقل أو يجري تبادلها في نطاق شبكة المعلومات التي تربط الحاسوبات معاً وما يتصل بها.
وباعتبار مكونات نظام الحاسوب المادية من الأشياء. فإنها في الأصل أشياء مادية يجوز ضبطها وتحريزها وأما بالنسبة للشبكات فإن ما يعني التحقيق في الغالب المعطيات المستخرجة من الخوادم والأجهزة التي تحكم وتسيطر على هذه الشبكات، فإن تحصلت عليها جهة التحقيق من الجهة المعنية وفق ما يقرره القانون وما يجيزه – إن لم تكن هي المستهدفة بالتفتيش والضبط – ليس ثمة مشكلة، أما إن لم يتم تحصيلها وتوفر الموجب لضبط خادم الشبكة – النظام المتحكم بالشبكة – وأجاز القانون والقضاء ذلك، فإن ما يضبط قد يمتد إلى النظام المادي كله بما يتضمنه من معطيات وبرامج.
2. تحديد عام للتحديات المثارة في حقل الادلة الرقمية والتعامل معها:
من السهل الادعاء بوجود قفاز ملطخ بالدماء في منزل مشتبه به معين ولكن إثبات ذلك مسألة أخرى، فعندما يتم الحديث عن البراءة أو الإدا نة فإن إثبات أصالة الأدلة وسلامتها يصبح غاية في الأهمية، لذلك فإن الدليل يجب أن يتناغم مع قواعد الادلة، ومن منظور العلم الجنائي هنالك نواحي عديدة لمعالجة وفحص الأدلة الرقمية ومنها( ):
أ- تمييز الأدلة الرقمية : وهي عملية تتكون من عنصرين، أولاً يجب على المحقق أن يميز الأجهزة Hardware مثل جهاز الحاسوب والأقراص المرنة وكوابل الشبكات والتي تحتوي على المعلومات الرقمية، وثانياً يجب على المحقق أن يميز بين المعلومات غير المهمة والمعلومات المرتبطة بالجريمة.
ب- جمع وحفظ الأدلة الرقمية والأجهزة: يجب حفظ الادلة الرقمية بحالتها الأصلية لأن القانون يطلب أصالة الأدلة وعدم تغيير الحالة الأصلية للأدلة ومن هنا يجب طباعة الدليل وفي هذه الحالة فإن للنسخة المطبوعة قيمة قانونية كدليل إلا إذا كان الدليل الأصلي محل شك. ومن المهم جمع الأدلة بطريقة لا تتغير معها وعلى أن تكون مقبولة في المحكمة ومن الضروري عدم ترك أي دليل وهنا قد يقوم المحقق بأخذ كل شيء أو قد يأخذ ما هو متعلق فقط بالقضية أي الأشياء الأساسية.
ج- توفير الوقت والجهد وتجنب تدمير أو مقاطعة عمل فرد أو مؤسسة ما: فبعض أجهزة الحاسوب حساسة لإدارة مؤسسات وقد يؤدي أخذ الجهاز إلى توقف عمل المؤسسة، مثل أجهزة المستشفيات فإن أخذ مثل هذه الأجهزة قد يعرض حياة الناس للخطر.
د- توثيق الأدلة الرقمية والأجهزة: إن التوثيق مهم لعدة أسباب لأن هذا يثبت أن الدليل أصيل ولم يتغير، فأحياناً يتم استدعاء الأشخاص الذين جمعوا الأدلة للتأكيد على أن دليلاً معيناً هو نفسه الذي جمع منذ البداية، كذلك يستخدم التوثيق للتفريق بين الدليل الأصلي والنسخة المأخوذة عنه، أما إذا لم يستطع المحقق التفريق بين الأصل والنسخة فقد يكون لذلك آثار سيئة بالنسبة للمحقق، والتوثيق مهم لدى محاولة إعادة بناء الجريمة فمثلآً عند جمع حاسوب يجب تعليم جميع الكوابل لمعرفة من أين جاءت فيما بعد، وأيضاً يلزم التوثيق وبالذات توثيق هوية الأشخاص الذين جمعوا الدليل وتعاملوا معه من أجل الحفاظ على سلسلة الوصاية.
هـ- تصنيف ومقارنة وافراد الدليل الرقمي: وهذه المرحلة هي عملية إيجاد الخصائص التي تصف الأدلة بشكل عام وتميزها عن غيرها، فمثلاً أكثر الأشخاص يعرفون رسائل البريد الإلكتروني ولكن المحققين المدربين يمكنهم تصنيفها بدقة مثل تحديد نوع التطبيق المستخدم، وهناك أيضاً أنواع مختلفة من ملفات الصور مثل jpg, gif, tiff والمقارنة مهمة عند فحص الدليل الرقمي باستخدام عينة قياسية Control Specimen بحيث يؤدي ذلك إلى إظهار نواحي فريدة من الدليل الرقمي، ويمكن استخدام هذه النواحي لربط القضية مع جهاز معين.
و. الدليل الرقمي وإعادة البناء:
1. إعادة بناء الدليل الرقمي المشطوب أو المخفي أو المشفر: ويعتمد ذلك على نوع الدليل الرقمي ونوع الحاسوب ونظام التشغيل وإعدادات الحاسوب. عندما يتم شطب ملف فعادة يبقى موجوداً على القرص ويمكن استرجاعه باستخدام برامج خاصة، وحتى عند إعادة الكتابة على الملفات المشطوبة فإن جزءاً منها يبقى ويمكن قراءتها مرة أخرى باستخدام برامج خاصة، ومن التحديات الأخرى الملفات المشفرة حيث أن برامج التشفير أصبحت شائعة وأصبح بإمكان المجرمين بعثرة الدليل الذي يدينهم باستخدام شيفرة غير مقروءة وبالتالي يصبح فك التشفير مسألة صعبة ويتطلب فك التشفير كلمة سر خاصة ويمكن في عدة حالات فك التشفير باستخدام الخبرة والأجهزة المناسبة ولكن محاولة فك التشفير غير عملية في بعض التحقيقات لأنها تأخذ وقتاً خالياً.
2. إعادة بناء الجريمة: ويشمل ذلك إصلاح الأدلة المتلفة واستخدامها لتحديد الأعمال المحيطة بجريمة ما، والهدف هنا هو صيانة كيفية ووقت حصول الأحداث، فلا يكفي معرفة أنه قد حصل اختراق بل يجب معرفة كيف ومتى وأين حصل ذلك وعند إعادة بناء ظروف الجريمة سوف تعبأ الفجوات في القضية ويتم فهم ما حصل بالتحديد. ومن المهم عدم الاعتماد كلياً على الدليل الرقمي حيث يجب النظر إلى الدليل المادي.
الفصل الثاني
تصنيفات وصور جرائم الحاسوب
المبحث الأول : تصنيفات جرائم الحاسوب
المبحث الثاني : صور جرائم الحاسوب
تمهيد وتقسيم :
يشير مصطلح جريمة الحاسوب إلى أي جريمة تتضمن استخدام أجهزة الحاسوب والشبكات( ). ومن وجهة نظر التنفيذ القانوني يجب فهم ما يحيط بهذا المصطلح من أجل التحقيق في الأنواع المختلفة من هذا الشكل من الجرائم، فعلى سبيل المثال يتطلب التحقيق في اختراق الحاسوب أسلوباً معيناً، بينما التحقيق في جريمة قتل ذات أدلة رقمية فيتطلب إجراء آخر، كذلك فإ
كمال أحمد الكركي
المؤتمر العلمي الاول حول الجوانب القانونية والأمنية للعمليات الإلكترونيةمنظم المؤتمر : أكاديمية شرطة دبي – مركز البحوث والدراسات رقم العدد : 4تاريخ الإنعقاد : 26 /4/2003تاريخ الإنتهاء : 28/4/2003الدولة : دبي – الأمارات العربية المتحدة
المقدمة
مع شيوع استخدام وسائل تقنية المعلومات وتزايد الاعتماد على نظم المعلومات وشبكات الحاسوب وفي مقدمتها الأنترنت، شاعت في السنوات الأخيرة طائفة جديدة من الجرائم التي تستهدف المعلومات وبرامج الحاسوب كالدخول غير المصرح به إلى أنظمة الحاسوب والشبكات والاستيلاء على المعلومات أو إتلافها عبر تقنيات الفيروسات وغيرها من وسائل التدمير المعلوماتي أو جرائم قرصنة البرمجيات والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية لمؤلفيها وجهات إنتاج هذه البرامج، وشاعت أيضاً الجرائم التي تستخدم الحاسوب وشبكات الاتصال كوسيلة لارتكاب أنشطة جرمية تقليدية كالاحتيال عبر الحاسوب والتزويرباستخدام التقنيات الحديثة، هذا عوضاً عن طائفة جديدة من الجرائم استخدمت تكنولوجيا المعلومات كبيئة لها، كما في جرائم توزيع المحتوى غير القانوني والضار عبر مواقع الإنترنت وجرائم المقامرة والأنشطة الإباحية عبر الإنترنت أو استثمار مواقع الإنترنت كمخازن للبيانات الجرمية ومواضع لتنسيق أنشطة الجريمة المنظمة وجرائم غسيل الأموال الإلكترونية.
وتشير الإحصائيات أن عدد جرائم الحاسوب في ازدياد مستمر فقد بلغ عدد الجرائم المبلغ عنها في اليابان (810) جرائم لعام 2001مقارنة مع (559) جريمة لعام 2000، وفي الصين بلغ عدد الجرائم المبلغ عنها (4561) جريمة لعام 2001 مقارنة مع (2670) جريمة لعام 2000، وفي كوريا بلغ عدد الجرائم المبلغ عنها (17201) جريمة لعام 2001 مقارنة مع (2190) جريمة لعام 2000، وفي سنغافورة بلغ عدد الجرائم المبلغ عنها (191) جريمة لعام 2001 مقارنة مع (185) جريمة لعام 2001( ).
كما تشير الدراسات إلى أن الخسائر الناجمة عن جرائم الحاسوب في ازدياد مستمر ففي دراسة عن جرائم الحاسوب تجري سنوياً من قبل معهد أمن المعلومات ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وجد بأن 51% من المشتركين في الدراسة سنة 1999 اعترفوا بأنهم قدروا الخسارة بالأرقام ونتيجة لذلك فإن قيمة الخسائر التي تم التبليغ عنها وصلت إلى (123.779.000) مليون دولار وهي تمثل الجزء الأدنى من الخسائر، وفي نفس الدراسة لسنة 2000 وجد أن 74% من المشتركين اعترفوا بالخسائر المالية الناتجة عن جرائم الحاسوب، وأن 42% قد بلغوا عن خسائر وصلت إلى (265.589.940) مليون دولار( ).
ومثل هذا النوع الخطر من الجرائم (جرائم الحاسوب والإنترنت) أثار على مدى السنوات المنصرمة ويثير الآن تحديات بالغة في حقل أنشطة المكافحة وأنشطة التحقيق والوصول إلى مرتكبيها كما أثار تحديات قانونية وفنية بشأن آليات مباشرة إجراءات التفتيش والضبط والتعامل مع الأدلة الرقمية (الإلكترونية) المتعلقة بهذه الجرائم، وهو ما استدعى جهداً دولياً عريضاً من قبل مؤسسات وهيئات تنفيذ القانون بغية رصد هذه التحديات وتوفير وسائل تذليلها سواء على المستوى الفني أو المستوى التشريعي، وفي تحديد أولي يمكننا تبين التحديات الرئيسة التالية في ميدان تحقيق وكشف جرائم الحاسوب والإنترنت.
• فهذه الجرائم لا تترك أثراً مادياً في مسرح الجريمة كغيرها من الجرائم ذات الطبيعة المادية كما أن مرتكبيها يملكون القدرة على إتلاف أو تشويه أو إضاعة الدليل في فترة قصيرة.
• والتفتيش في هذا النمط من الجرائم يتم عادة على نظم الحاسوب وقواعد البيانات وشبكات المعلومات، وقد يتجاوز النظام المشتبه به إلى أنظمة أخرى مرتبطة، وهذا هو الوضع الغالب في ظل شيوع التشبيك بين الحواسيب وانتشار الشبكات الداخلية على مستوى الدول، وامتداد التفتيش إلى نظم غير النظام محل الاشتباه يخلق تحديات كبيرة أولها مدى قانونية هذا الإجراء ومدى مساسه بحقوق الخصوصية المعلوماتية لأصحاب النظم التي يمتد إليها التفتيش.
• كما أن الضبط لا يتوقف على تحريز جهاز الحاسوب فقد يمتد من ناحية ضبط المكونات المادية إلى مختلف أجزاء النظام التي تزداد يوماً بعد يوم، والأهم أن الضبط ينصب على المعطيات والبيانات والبرامج المخزنة في النظام أو النظم المرتبطة بالنظام محل الاشتباه، أي على أشياء ذات طبيعة معنوية معرضة بسهولة للتغيير والإتلاف، وهذه الحقائق تثير مشكلات متعددة، منها المعايير املقبولة للضبط المعلوماتي ومعايير التحريز إضافة إلى مدى مساس إجراءات ضبط محتويات نظام ما بخصوصية صاحبه وإن كان المشتبه به – عندما تتعدى أنشطة الضبط إلى كل محتويات النظام التي تضم عادة معلومات وبيانات قد يحرص على سريتها أو أن تكون محل حماية بحكم القانون أو لطبيعتها أو تعلقها بجهات أخرى.
• وأدلة الإدانة ذات نوعية مختلفة، فهي معنوية الطبيعة كسجلات الحاسوب ومعلومات الدخول والاشتراك والنفاذ والبرمجيات، وقد أثارت وتثير أمام القضاء مشكلات جمة من حيث مدى قبولها وحجيتها والمعايير المتطلبة لتكون كذلك خاصة في ظل قواعد الإثبات التقليدية.
إذن فإن البعد الإجرائي لجرائم الحاسوب والإنترنت ينطوي على تحديات ومشكلات جمة، عناوينها الرئيسة، الحاجة إلى سرعة الكشف خشية ضياع الدليل، وخصوصية قواعد التفتيش والضبط الملائمة لهذه الجرائم، وقانونية وحجية أدلة جرائم الحاسوب والإنترنت، والحاجة إلى تعاون دولي شامل في حقل امتداد إجراءات التحقيق والملاحقة خارج الحدود، وهذه المشكلات كانت ولا تزال محل اهتمام الصعيدين الوطني والدولي.
• هدف الدراسة وغرضها :
انطلاقاً من الأهمية البالغة لهذا الموضوع على نحو ما أوضحنا فيما تقدم، تبين أن هناك حاجة للبحث المتعمق في المسائل العملية المتصلة بتحقيق وإثبات جرائم الحاسوب، لذا فإن هذه الدراسة تنصب على سبر غور المسائل الفنية والقانونية ذات الصلة بتحقيق وإثبات الجرائم الحاسوب، وتهدف إلى تحديد منضبط لأبرز صور جرائم الحاسوب والإنترنت في ضوء ما وصلت إليه الدراسات الجنائية المتخصصة من تطور على مدى السنوات الأخيرة في هذا الحقل، وتهدف إلى الوقوف على التحديات التي يواجه التحقيق في هذا النمط المستجد من الجرائم، كما تسعى إلى بيان الأصول العلمية والعملية لإجراءات التحقيق في البيئة الرقمية.
• إشكالية / مشكلة الدراسة :
إن التحقيق في جرائم الحاسوب والإنترنت موضوع مستجد، لم يحظ بعد بالاستقرار في مسائله على النحو الذي حظيت به أنشطة التحقيق في الجرائم التقليدية، لذا تتحدد مشكلة الدراسة الرئيسة بعدم توفر المعايير القياسية لما يعد صائباً وما لا يعد كذلك في ميدان التعامل مع هذه الجرائم وأنشطة مكافحتها، ويرتبط بالإشكالية الرئيسة أيضاً غياب الخبرة الفنية الملائمة للتحقيق في جرائم الحاسوب وغياب الأدوات التشريعية التي تتيح أمكنة توجيه هذا النشاط، لهذا فإن غرض الدراسة الرئيس السعي لتقديم أجوبة ملائمة – بتوفيق من الله ومشيئته – للأبعاد الرئيسة والفرعية لهذه الإشكالية.
• فرضيات الدراسة ومنطلقاتها:
هل يمكن أن تنطلق الدراسة هذه في محاولتها للوصول إلى أجوبة ملائمة للإشكالية الرئيسة من مجرد فرضية الكفاءة والفعالية في أنشطة مكافحة جرائم الحاسوب؟؟ إن هذه الفرضية وإن كانت محدداً هاماً بل وهدفاً لأجهزة إنفاذ القانون فإنها ستؤدي بالضرورة إلى نتائج قد تعارض مشروعية أنشطة التحقيق، لذا فإن الفرضيات التي تحكم تقديم الحلول للمشكلات المثارة تتمثل بما يلي :
• التحقيق بما يتضمنه من أنشطة التفتيش والضبط والتعامل مع الأدلة يخضع للمشروعية القانونية من حيث التقيد بما يقرره القانون لصحة وقانونية وسلامة هذه الإجراءات.
• التحقيق في البيئة الرقمية محكومة باحتياجات وقواعد وإجراءات تختلف عن التحقيق في بيئة الجرائم المادية التقليدية، سواء من حيث طبيعة السلوك الإجرامي أو من حيث طبيعة الدليل أو وسائل وآليات كشف الجريمة والوصول إلى الدليل الملائم لإثباتها.
• فعالية أنشطة التحقيق في هذا النمط من الجرائم رهن بتوفر الدراية الفنية والقانونية معاً لدى جهات مباشرة التحقيق، وهي دراية متخصصة لا يقتضيها فقط سلامة إجراءات التحقيق بل تتطلبها خطط تفعيل وتطوير أداء الجهة التي تمارسها.
• إن التحقيق في هذا النمط من الجرائم محكوم بعدم المس بالخصوصية المعلوماتية، أي حماية البيانات الشخصية المتعلقة بالحياة الخاصة المخزنة في نظم المعلومات والشبكات وحماية الأسرار التجارية للمنشآت محل الإجراءات التحقيقية. إن هذه الفرضيات الرئيسة محددات لازمة للحلول والأصول المقترحة، وتجاوز أي منها يجعل نتائج وتوصيات التعامل مع تحقيق جرائم الحاسوب مهدد بخطر عدم الملائمة وعدم الفعالية ومخالفة الشرعية.
• منهج الدراسة ومرجعياتها :
تعتمد الدراسة المنهج التحليلي التطبيقي، حيث تعرض للجوانب المتصلة بالمسألة مدار البحث ليصار إلى تحليلها والتوصل للحل أو الموقف منها في ضوء الاحتياجات العملية والتطبيقية وفي ضوء الأحكام الموضوعية الفنية والقانونية، وتستند مادة الدراسة من حيث مرجعياتها إلى أحدث الكتب والمؤلفات العربية والأجنبية في هذا الموضوع وإلى مجموعة واسعة من المقالات والأبحاث والتقارير والحالات التطبيقية والمنشورة على المواقع المتخصصة على الإنترنت.
• معيقات الدراسة:
إن أبرز عائق أمام هذا النوع من الدراسات الحاجة إلى تغطية المسائل من زاويتين الأولى فنية والثانية قانونية، وهو ما يتطلب الإحاطة بجانبي الدراسة توخياً لدقة الحلول والنتائج، إضافة إلى مشكلة قلة المراجع العربية المتخصصة، وقد ساعد في تجاوز هذا العائق توفر عدد جيد من المراجع الأجنبية والدراسات والمقالات المنشورة في مواقع هامة على شبكة الإنترنت.
• هيكلية الدراسة وموضوعات البحث:
إن تناول موضوع الدراسة الرئيس يتطلب ابتداء التمهيد لها بإستعراض موجز لماهية الحاسوب والإنترنت والقواعد القانونية العامة للتحقيق وتحديد عام لمشكلات التحقيق في جرائم الحاسوب وهذا ما سيكون محلاً للفصل الأول باعتبار هذه الموضوعات مدخلاً موضوعياً يحتاجه القارئ الكريم غير المحيط بالأبعاد الفنية أو القارئ الفني غير المحيط بالأبعاد القانونية.
وليتحقق بحث التحقيق في جرائم الحاسوب لا بد من تحديد منضبط لأنماط جرائم الحاسوب وصورها، وهو ما سيكون محلاً للفصل الثاني بغية تحديد المحل الموضوعي لأنشطة التحقيق الجنائي.
وفي الفصل الثالث فإننا نتناول موضوع التحقيق في جرائم الحاسوب من الزاويتين النظرية والعملية عبر إيراد التحديات على نحو تفصيلي وإيراد الجوانب الإرشادية اللازم توخيها لدى التحقيق في هذا النمط من الجرائم.
الفصل الأول
محددات عامة حول الحاسوب والإنترنت
ومشكلات التحقيق في البيئة الرقمية
المبحث الأول: الحاسوب والإنترنت.
المبحث الثاني: القواعد العامة في التفتيش الجنائي وضبط الأدلة وتحديات التعامل مع الأدلة الرقمية.
تمهيد وتقسيم :
يهدف هذا الفصل إلى توفير مدخل موضوعي لموضوع الدراسة، إذ ثمة حاجة لمعرفة غير المتخصص تقنياً بالمسائل الرئيسة حول وظائف أجزاء الحاسوب الرئيسة ذات الصلة بالأدلة الرقمية وكذلك المسائل الرئيسة ذات الصلة بالإنترنت من حيث ماهيتها وتطبيقاتها وفوائدها في حقل إنفاذ القانون (المبحث الأول)، وكذلك ثمة حاجة لمعرفة غير المتخصص قانوناً بالقواعد العامة للتفتيش والضبط الجنائيين وأبرز التحديات المتصلة بالتحقيق في جرائم الحاسوب (المبحث الثاني)، كل ذلك بغية تسهيل بسط الأحكام والوسائل القانونية والتقنية التي ستتناولها فصول هذه الدراسة.
المبحث الأول
الحاسوب والإنترنت
في هذا المبحث نبين وظائف أجزاء الحاسوب الرئيسة ذات الصلة بالأدلة الرقمية (المطلب الأول)، وللوقوف على مسائل الإنترنت الواسعة والمتشابكة في حدود ما تتطلبه هذه الدراسة، لا بد من تبين ماهية الإنترنت وأنظمتها وتطبيقاتها الشائعة، والوقوف بإيجاز على فوائد ومزايا الإنترنت في حقل إنفاذ القانون (المطلب الثاني).
المطلب الأول: وظائف أجزاء الحاسوب الرئيسة ذات الصلة بالأدلة الرقمية( ):
في كل مرة يتم فيها تشغيل الحاسوب يجب أن تتعرف على أجزائه الداخلية والطرفيات Peripherals، وعملية البدء هذه تسمى Boot وهي تتكون من ثلاث مراحل أساسية: إعادة تجهيز وحدة المعالجة المركزية CPU وفحص التشغيل الذاتي POST وبدء التشغيل من القرص Disk Boot.
1. وحدة المعالجة المركزية:
وهو محور اي جهاز حاسوب، وكل شيء يعتمد على قدرة CPU على معالجة الأوامر التي تتلقاها، ولذلك فإن أول مرحلة في عملية Boot هي إعادة تجهيز Reset لوحدة المعالجة المركزية بواسطة نبضة إلكترونية والتي تم توليدها عند ضغط زر التشغيل. وحالما يتم تشغيل CPU يتم تشغيل نظام المدخلات والمخرجات الأساسي BIOS.
2. نظام المدخلات والمخرجات الأساسي BIOS
يتعامل هذا النظام مع حركة المعلومات داخل الحاسوب، فكل برنامج تشغله على الحاسوب يستخدم هذا النظام للاتصال مع (CPU).
3. فحص التشغيل الذاتي:
وهذا برنامج ضمن BIOS يقوم ببدء الأجزاء الأساسية للحاسوب، وعندما يقوم CPU بتشغيل BIOS يتم أيضاً بدء برنامج POST والذي يقوم بدوره بالتأكد من أن جميع أجزاء الحاسوب تعمل بشكل صحيح بما في ذلك سواقات الأقراص Disk drives والشاشة والذاكرة RAM ولوحة المفاتيح.
4. نظام التشغيل Operating System : وهو الواجهة Interface بين الحاسوب والعالم الخارجي، ويكون نظام التشغيل عادة على قرص مرن أو قرص صلب أو قرص مدمج، لذلك عندما يقوم الحاسوب بتحميل نظام تشغيل فيبحث عن هذه الأقراص بترتيب معين حسب الإعداد Configuration ويقوم بتحميل أول نظام تشغيل يجده .
5. قرص الحاسوب Computer Disk:
عند إجراء عملية تجهيز أقراص الحاسوب لأول مرة Format يتم تقسيمها إلىSectors و Tracksوأي مجموعة من Sectors تسمى Cluster وهي وحدة التخزين الأساسية في القرص. وعندما تقوم بتخزين ملف يأخذ حجماً أقل من Cluster واحد فإن الملفات الأخرى لن تستخدم الفراغ الإضافي فيه، وبمعنى آخر حالما يحتوي Cluster على معلومات فإنه يتم حجزه بالكامل، وهذا يشبه نظام طاولات المطعم إلى حد ما، فإذا جلس ثلاثة من الناس على طاولة فإن الطاولة تحجز حتى يغادروا، وإذا جلس معهم شخص رابع غريب فلربما يشاركهم الوجبة. ونفس الفكرة موجودة في الحاسوب فإذا تم وضع معلومات إضافية في جزء غير مستخدم من Cluster فإن المعلومات الجديدة قد تتداخل مع المعلومات القديمة وكل قرص حاسوب يحتفظ بسجل للمعلومات في كل Cluster وعند شطب ملف فإن المرجع إلى ذلك الملف يتم شطبه من السجل ولكن المعلومات نفسها لا تشطب لذلك بالإمكان استرجاع ملف بعد شطبه، وحتى عند إعادة الكتابة على الملف المشطوب وإذا لم يأخذ الملف الجديد جميع الـ Cluster يمكن أن يبقى جزء من الملف القديم وأن يتم استرجاعه بعد شطبه وإعادة الكتابة عليه.
المطلب الثاني
ماهية الإنترنت وأنظمتها وتطبيقاتها الشائعة
1. ماهية شبكة الإنترنت :
إنها شبكة كمبيوتر معينة تتيح الاتصال لملايين الحواسيب وآلاف الشبكات الصغيرة في أنحاء العالم باستخدام نفس تقنية الاتصال التي تبث عبر خطوط الهاتف والميكروويف والأقمار الفضائية.
وجميعها تبث المعلومات عبر ما يعرف بـ TCP/IP بروتوكول التحكم بالبث وبروتوكول الإنترنت، بكلمات بسيطة هي تقنية تتيح لكافة الشبكات والأنظمة أن تتحدث إلى بعضها البعض. والمعلومات تنتقل في الإنترنت في حزم Packets وتمر في أي جزء من الإنترنت حيث الحركة هادئة( ).
عندما تدفع لحساب الإنترنت فإن المال الذي تدفعه يشتري حق الوصول، وفعلياً فإنك تستأجر الحق باستخدام اتصال الإنترنت الخاص بمؤسسة كبيرة تملك المصادر المالية والتقنية لتأسيس إتصال مستمر ومباشر للإنترنت.
2. من يملك الإنترنت ويتحكم بها ويديرها؟؟
ليس ثمة شخص أو مؤسسة تملك الإنترنت، إن شبكات الكمبيوتر تخص حكومات وشركات ومؤسسات ومنظمات وأشخاصاً، كلهم يؤلفون الإنترنت وهم يملكون أجزاءهم الفردية فقط، وهذا يعني أنه لا يوجد من أو ما يتحكم بها أو يديرها لوحده، مع أنه هناك مؤسسات معينة تتفق على تقنيات مشتركة وتخصيص العناوين ولكن لا يوجد سلطة قوية مركزية لإدارتها.
إن قلة ومحدودية السيطرة المركزية أو التحكم يؤدي إلى قوة الإنترنت وجذبها، وهو السبب الرئيسي لنموها الهائل ووصولها واستخدامها في أنحاء العالم. وكنتيجة مباشرة، إذا تم الارتباط بالإنترنت عبر أي وسيلة فإن خدماتها تصبح في متناول المستخدم.
3. ما هي الإنترانت Intranet:
الإنترانت عبارة عن إنترنت داخلية، وهي تستخدم نفس تقنية الاتصال وبرنامج التشغيل وكلها تمثل حلقة مغلقة ضمن الإنترنت الأوسع. وربما تكون مقتصرة على نفس تنظيم الشركة وتشمل روابط لشبكات ذات علاقة بها، ولكن لا يمكن الوصول إليها من الخارج كما لا يمكن الوصول إلى الأنترنت عبرها. ومع ذلك فإن هناك اتجاهاً متزايداً حيث تسمح الإنترانت بالوصول إلى الإنترنت الأوسع عبر كومبيوترات بعيدة التي تستخدم تكنولوجيا "Firewall" وهو عبارة عن نظام أمن وتصفية لإيقاف الوصول غير المرغوب به من وإلى الشبكة المغلقة.
4. أنظمة الإنترنت :
يقصد بأنظمة الإنترنت الأدوات الرئيسة لعمل الإنترنت وتطبيقاتها في الاستخدام، وسنقف تالياً على هذه الأنظمة بشيء من التفصيل، وعلينا أن ندرك أنه كلما تقدمت التكنولوجيا فإن كل مجال من المجالات التكنولوجية سوف تتفاعل مع بعضها، والحدود أو الفروقات فيما بينها سوف تمحى، وهناك العديد من البرامج التي يتم طرحها وتطويرها باستمرار( ).
أولاً: البريد الإلكتروني : e-mail
أ. ما هو البريد الإلكتروني :
وهو عبارة عن معلومات إلكترونية تكون عادة بشكل كتابي أو بياني يمكن أن يرسل من مستخدم إلى آخر وهو شبيه تقريباً بالبريد التقليدي ولكنه أسرع وقليل التكلفة عند استخدامه( ).
عادة عندما يرسل البريد ليس هناك سجل فوري فيما إذا كان قد وصل وجهته، وعلى الرغم من ذلك فإن معظم برامج البريد الإلكتروني التجارية سوف تعيد الرسالة الأصلية إلى المرسل إذا لم يكن ممكناً تسليمها إلى مستقبلها، وأي خطأ بسيط في التهجئة الصحيحة والدقيقة لعنوان الإنترنت – كما هو الأمر في نظام الهاتف – سيكون قاتلاً بحيث أن الرسالة لن تصل مستقبلها.
البريد الإلكتروني في الإنترنت مصمم للنصوص فقط ولذلك لا يمكن أن يتعامل مع ملفات ثنائية (ملفات كبيرة عادة تتكون من برامج حاسوب ورسومات) ولذلك قبل إرسال مثل هذه الملفات يتم تحويلها إلى شكل نص بواسطة أساليب (برامج) متعددة، ومن أكثر هذه البرامج شيوعاً BINAEX و UUENCODE و MIME، فإذا شاهدت هذه المصطلحات في البريد الإلكتروني أو مكان آخر فإنه من الأكيد أن الرسومات وبرامج الحاسوب تم تحويلها لنقل عبر الإنترنت وليس من الضروري الفهم العميق لهذه البرامج لأنها عادة مدمجة في معظم برامج البريد الإلكتروني أو يمكن إنزالها مجاناً على الإنترنت، المهم في الموضوع هو أنه عندما تذكر هذه البرامج في طلب أو توجد ضمن مادة مستخدمة ربما تدل على أن الهدف إرسال ملفات أكبر، وهذا عادة يبرر أي فحص أو تدقيق.
ب. ما الذي يمكن الإفادة منه مع البريد الإلكتروني:
إن البريد الإلكتروني وفي عدة أحيان يحتوي بنوداً تسمى (محتويات) أو (مرفقات الملف) وهي تشبه إرسال رسالة مع صور أو مواد أخرى في المغلف هذه المواد في لغة الحاسوب يمكن أن تشمل الإباحية قرصنة البرامج، برامج الحاسوب، الصوت، أفلام الفيديو، فيروسات، ..........الخ.
ج. كيف يعمل البريد الإلكتروني :
عندما يرسل مستخدم الإنترنت رسائل بالبريد الإلكتروني فإنها سوف تنتقل إلى مزود خدمات الإنترنت. ويقوم الحاسوب المصمم للتحكم بالبريد بإيصال المعلومات إلى أحد أجهزة الحاسوب والموظفة لخدمة البريد والواقعة في مناطق معينة من الإنترنت، وهذه بدوره سيرسل المعلومات قريباً من وجهتها المقصودة، وحالما تصل المعلومات حاسوب البريد المستقبل فإنها تستقر هناك حتى يتفقد الشخص "صندوق بريده" ليبحث عن البريد الإلكتروني أو إذا كان هناك برنامج تلقائي بحيث يخبر المستقبل أنه قد ورد إليه بريد وثم سيستلم البريد.
د. كيف تقرأ أو تفهم البريد الإلكتروني :
يأتي البريد الإلكتروني على شكلين (البريد الإلكتروني) الذي يصمم ويبث إلكترونياً ويخزن من قبل الحاسوب على قرص صلب أو مرن، و(النسخة الورقية) التي يختار المرسل أو المستقبل أو أي شخص أن يطبعها، ومن المهم أن نلاحظ أن هناك نسختين مختلفتين لكل من البريد الإلكتروني والنسخة الورقية، النسخة البسيطة يمكن أن تشاهدها عند كتابة أو استقبال البريد في برنامج بريد الإلكتروني، وبالضرورة فإن برنامج البريد الإلكتروني يزيل الكثير من الإجراءات التي تحتاج إلى استعالها، النسخة المفصلة والتي تعطي تفصيلاً عن مواضيع مثل نوع برنامج البريد الإلكتروني الذي تمت الكتابة بموجبه وكيف وصلت الرسالة من (أ – ب) وأوقات الإجراء..........الخ.
هـ. ما هي النسخة البسيطة Simple version لرسالة البريد الإلكتروني :
في كلا الشكلين الإلكتروني والورقي فإن النسخة البسيطة ستعطي معلومات أساسية عن مصدر الرسالة ولمن أرسلت والوقت والتاريخ وثم جسم الرسالة، وهذه النسخة عادة تخزن في صندوق بريد برنامج البريد الإلكتروني وتعطي معلومات أكثر من كافية للاستخدام اليومي حيث أن أكثر المستخدمين لا يرغبون أن يعرفوا عن أصول البريد الإلكتروني.
و. ما هي النسخة المفصلة :
هذا النوع من البريد الإلكتروني عادة يوجد في بيئة ملفات الحاسوب تحت مستوى التشغيل وعادة في ملفات مثل inbox .mbx و mbx, outbox .mbx هي مثال على ملف صندوق بريد وهناك أنواع أخرى، وعند البحث عن هذه الملفات من الأفضل استشارة شخص كفؤ في برنامج البريد الإلكتروني، ومثال هذه الملفات عادة تحتوي على معلومات تفصيلية تحت واحد أو أكثر من المجالات Headings التالية:
1. الممر : Path
هذا سيفصّل الطريق الذي سلكه البريد من المرسل إلى المستقبل. وعلى سبيل المثال فإن Path سيصف الكمبيوترات والشبكات التي سلكها البريد الإلكتروني ليصل إلى وجهته المقصودة، وهذا يمكن أن يساعد الفاحص خصوصاً أين انتقل البريد الإلكتروني عبر الشبكة الداخلية، وهذا الممر من الممكن أن يترك أثراً ممتازاً ليدل على المصدر الأصلي.
2. العنوان الصادر (المرسل) Originating address
هذا سوف يفصل العنوان الفعلي للمرسل الأصلي ولكن يأخذ بعين الاعتبار مواضيع ذات صلة بذلك مثل كيفية إخفاء أو تزوير الهوية على الإنترنت.
3. علامات الوقت والتاريخ:
هذا المجال يحدد مناطق التوقيت وتاريخ دخول البريد الإلكتروني إلى الإنترنت لأول مرة، وذلك يعطينا معلومات مهمة عند محاولة تأكيد وقت ومكان صدور البريد. ولكن يجب أن ندرك أن العديد من الأنظمة تستعمل GMT توقيت غرينتش – لندن/إنجلترا لتحديد علامات الوقت والتاريخ بغض النظر عن أي مكان في العالم يتم استعمال نظام البريد الإلكتروني فيه.
4. رقم تمييز الرسالة :
هذا الرقم يمثل الرقم المرجعي المميز لتلك الرسالة، وربما يحمل معلومات عن البرنامج الفعلي للبريد الإلكتروني مثل نوع البرنامج المستخدم لجمع وإرسال البريد الإلكتروني. وهو مفيد أيضاً عندما يحتاج مصدر البريد إلى تحقق أو عندما يطلب دليل الإثبات.
5. جسم الرسالة :
ربما تكون في نص بسيط ومقروء، ومعظم البريد يشفّر بواسطة برنامج الإلكتروني في أشكال مثل UUENCODEMIE ، BINHEX والتي تسمح ببث النص عبر الإنترنت.
وكقاعدة عامة فإن الرسالة التي تحتوي على سطور قليلة (ما بين 10-20) ستكون على شكل نص text file، أما الرسائل التي تحتوي على مئات أو آلاف السطور فستكون صوراً graphics وصوتاً أو برنامج حاسوب.
6. المرفقات :
هذه يمكن أن تحتوي على برامج أو ملفات ويمكن أيضاً أن توجد بشكل مفصّل أو أن تختصر (تضغط)، ويعد أسلوب المرفقات هو أفضل وسيلة لإرسال الملفات الكبيرة بواسطة البريد الإلكتروني.
ثانياً: مجموعة الأخبار : Newsgroups "Usenet"
هي شبكة مشتركة من مجموعات حوار الحاسوب حيث من الممكن عرض وإرسال وإنزال البريد الإلكتروني ويشمل النص والصورة والفيلم والصوت وبرامج الحاسوب.
هذا المجال مشابه من حيث السياق إلى IRC ولكنه فيه صندوق بريد ثابت حيث يرسل المستخدم ويقرأ البريد وبرنامج الحاسوب وملفات الرسومات والصوت......الخ، وذلك في أنواع عديدة من الموضوعات.
ثالثاً: بروتوكول نقل الملفات: FTP
يسبق قسم الشبكة من الإنترنت، وهو أساساً شبكة من آلاف مواقع الحاسوب التي تقع في أنحاء العالم والمجهزة للسماح بالوصول عن بعد remote access، وقد نشأت أصلاً في المجتمع الأكاديمي والأبحاث وهي مصدر لا زال مستخدماً ولو أنها ذات مدى أقل من الشبكة web، وكل موقع من FTP يحتوي على معلومات يمكن تنزيلها مجاناً، ومن ضمنها عدد كبير من المصادر تشمل الأعمال الأدبية، المكتبات الصورية، أرشيفات برنامجية، الأوراق الحكومية والقانونية، الموعد الاقتصادي والكثير الكثير، وتبقى أفضل وسيلة لنقل الملفات الكبيرة عبر الإنترنت( ).
رابعاً: الشبكات الخاصة – تلنت Telnet
التلنت Telnet برنامج شبكة يتيح للمستخدم أن يدخل ويعمل على الحواسيب الأخرى المتصلة بشبكة معينة وليست شرطاً بالإنترنت كله، وهو يعمل مع بروتوكول الإنترنت وبروتوكول التحكم بالبث TCP/IP وهو البرنامج الذي يتيح للأنظمة الأخرى في الإنترنت أن تتصل ببعضها، ويمكن استعماله للدخول في نظام آخر عندها يقدر المستخدم على الوصول وتشغيل البرامج والخدمات التي قد لا توجد في حاسوبهم.
خامساً: الشبكة العالمية World Wide Web "WWW"
إنها بدون شك أكثر جزء محبب من الإنترنت للمستخدم الجديد وهي أساساً شبكة تتكون من ملايين المواقع تتصل ببعضها باستعمال برنامج بياني، ويمكن تشبيهها بكتالوج ضخم من المعلومات الحية والمتفاعلة مع بعضها، ومن السهل الانتقال من موقع إلى آخر بغض النظر عن الموقع أو البلد أو مناطق التوقيت، وكل موقع على الشبكة يمكن أن يحتوي على تنظيم مدهش من المعلومات عن أي موضوع وقد يحتوي على خليط من النص والرسومات وملفات الصوت. وكل موقع على الشبكة يقع على حاسوب شخصي أو حاسوب يكون جزءاً من شبكة أو يخص مزود ISP، وهي عبارة عن قاعدة معلومات تقدم بطريقة معينة ولغة تسمى html وهي وسيلة بيانية ووتوثيقية جداً لعرض المعلومات.
سادساً: محادثات الإنترنت على مراحل IRC Internet Relay Chat
أساساً هي شبكة حية من قنوات الحوار، وفي أي وقت هناك الآلاف من القنوات الفاعلة، وهناك ثلاثة أنواع من: IRC
• عامة : متاحة لجميع المستخدمين.
• خاصة : يمكن مشاهدتها ولكن وصولها مقيد.
• سرّية: ليست معلنة بشكل عام ووجودها مرهون عن طريق الشيفرة الصوتية word of mouth وكل قناة لها اسم ورقم أو كلاهما أو حتى رموزاً، هي دائما تسبق بالرمز (#) والذي يحدد اسم/رقم القناة.
سابعاً: هاتف الإنترنت Internet Telephone
وهو عبارة عن برامج حاسوب طورت لتتيح للمستخدم أن يتحدث مع الآخرين عبر الإنترنت، والفائدة هي أن المستخدمين يستطيعون التحدث إلى بعضهم في أنحاء العالم عبر الإنترنت بتكلفة مكالمة هاتفية عادية، وهناك الآن ثلاثة أنظمة مختلفة( ):
• النظام الأول: يسمح للمستخدمين، والذين يملكون معدات وبرنامج حاسوب بالاتصال ببعضهم عبر نظام طلب مباشر.
• النظام الثاني: هنا المستخدمون يحتاجون إلى معدات حاسوب وبرنامج فيه النشاط الهاتفي يحدث عبر القنوات كمثل قنوات IRC ولكنها اتصالات صوتية.
• النظام الثالث: هنا يحتاج المستخدم لمعدات حاسوب وبرنامج، هذا المتصل يرتبط بموقع شبكة تجاري معين، المكالمة الهاتفية تسير إلى أقرب مقسم للمستقبل ومن ثم إليه.
هذه الأنظمة الثلاثة لها نفس الهدف: تقليل تكلفة المكالمات البعيدة وتقليل الاعتماد على النظام الهاتفي التقليدي.
ثامناً: تفسير بعض المختصرات الشائعة في بيئة الإنترنت وأنظمتها :
HTML وتعني Hyper Text Mark-up Language وهي لغة الحاسوب التي تكتب بها مواقع الشبكة وهي أساساً خليط من النصوص والرسومات وهي تجسيد تفاعلي حيث يبدو أحياناً حياً.
URL وتعني Uniformed Resource Locator وهو امتداد لنظام عناوين الإنترنت، وهو يحدد جميع المعلومات الضرورية لشخص وهو يحدد عنوان بريدك الإلكتروني وموقع الشبكة وموقع FTP وعناوين مجموعة الأخبار:
HTTP* Hyper Text Transfer Protocol)
وهو بروتوكول تكنولوجي والذي يتحكم بالوصول إلى كل العناوين المختلفة في الشبكة ويجب أن تضع هذا في مقدمة كل عنوان لمواقع الشبكة .HTTPS وهي شكل آمن من HTTP.
استخدامات وفوائد شبكة الإنترنت في ميدان تطبيق القانون( )
1. استخدامات الإنترنت في حقل إنفاذ القانون؟
أ. كمصدر للمعلومات والاستخبارات :
الشبكة تحتوي على تنظيم شاسع من المواقع التي تقدم معلومات عن أي موضوع معروف للإنسان، المشكلة التي يواجهها كثير من المستخدمين هي كيفية إيجاد معلومات محددة بدون قضاء وقت طويل للبحث عنها، أسهل طريقة لتجاوز هذه الصعوبات هي الإلمام بالبواحث search engines والمنتشرة باتساع على الشبكة، هناك تقريباً ألف باحث متوفر، وبكلمات أخرى فهي تقدم الوسيلة التي نجد بها المعلومات.
ب. كمصدر لدلائل الجريمة :
العديد من مواقع الشبكة تستعمل من قبل الكثير من المنظمات الإجرامية والثائرة على السلطة والأفراد المتورطين في الأشكال المختلفة من النشاط الإجرامي. مثل هذه المعلومات الموجودة على موقع معين تحتوي على دليل مباشر على نشاطهم أو على الأقل الأماكن الأخرى حيث يوجد مثل هذا النشاط بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المواقع تخزن المعلومات تلقائياً عن الزيارات التي تلقتها من مستخدمي الإنترنت، وهذه المعلومات تكون عبارة عن وقت وتاريخ الزيارة وعنوان المستخدم.
وربما تمتد هذه المعلومات لوصف ماذا فعل المستخدم عندما زار موقع، أي تنزيل المعلومات أو البريد الإلكتروني الذي استعمله مع الموقع.
ج. وسيلة ديناميكية للإعلام بين الشرطة والجمهور:
وذلك لإعلام الجمهور عن خدمات الشرطة، عن هيكلها وأهدافها وإنجازاتها، ويمكن تطويره لاستلام تقارير من المواطنين عن الجرائم والآراء والاتجاهات والأفكار التي تختص بمشكلات اجتماعية معينة على سبيل المثال فإن شرطة دورسيت في المملكة المتحدة وبالتعاون مع محطة إذاعة تضع الحوادث الجرمية على موقع على شبكة( ).
د. وسيلة إتصال :
لا شك بأن الإنترنت هو نظام اتصال عالمي سريع وفعال ويمكن استغلاله في عدة طرق مختلفة، أنه قليل التكلفة وسهل الاستخدام ولا يكلف أكثر من مكالمة محلية تلفونية، ويستطيع أن يقدم وسيلة بديلة للإبلاغ عن الجريمة على الشبكة وإعطاء المعلومات حول نشاط مجرم أو مشتبه به بواسطة مبادرات مثل مانعي الجرائم.
وبما أن تكنولوجيا الشيفرة تتطور فإن الإنترنت وسيلة ممتازة للاتصال بشكل خفي وإعطاء المعلومات بدون كشف الاسم وفوق ذلك فهو سهل الاستخدام لأن جميع التقنيات والأنظمة الموجودة تصمم لتدار بنفس الطريقة.
هـ. وسيلة لاكتساب المعلومات والمعرفة:
وهو أداة بحث قوية وممتازة يزداد استعمالها باستمرار من قبل الحكومات ورجال الأعمال، وهو يؤمن الوصول إلى كميات لا تعد ولا تحصى من المعلومات وكل ذلك ضمن بيئة آمنة وسليمة أمنياً.
و. وسيلة استخبارات ودليل على نشاط المجرم والمشتبه به:
يمكن استعمال الإنترنت لمراقبة النشاط الجرمي للأفراد والجماعات والمشتبه بهم في مجالات مثل مواقع الشبكة و newsgroups ومحادثات الإنترنت بالترحيل IRC أن المعلومات والأدلة يمكن الحصول عليها من جميع تلك المجالات ذات الصلة.
2. كيف تتوفر المعلومات؟
عندما تتصل بموقع على الشبكة فإن حاسوبك تلقائياً ينزل أجزاء من المعلومات على الموقع والذي بدوره يضعها في "مخبأ" مؤقت على حاسوبك، وهذا سيسرّع العملية إذا اتصلت بالموقع مرة أخرى. ومن الممكن تنزيل المحتويات بأ كملها على موقع شبكة، وهذه عملية معقدة نسبياً ويجب أن يقوم بها شخص كفؤ، وتستطيع أن توفر المعلومات بواحدة من طريقتين.
• في "html" فإنك ترى الشكل البياني على الشاشة، هذا سينسخ بأفضل طريقة ما هو موجود على صفحة الشبكة web page ولكنه سيأخذ مكان تخزين أكبر.
• في "text" هذا سيوفر محتويات صفحة الشبكة في نص بسيط وسيتطلب فراغاً أقل.
عندما تنفذ أمر "save" فإن البرنامج سيسألك بأي شكل تريد التخزين وأين تضعه في حاسوبك.
3. ما هي أفضل سبل الوصول للمعلومات ذات الصلة بتطبيق القانون في بيئة الإنترنت؟
أولاً: Search Engines البواحث:
هناك برامج بواحث متوفرة بحرية على الإنترنت، وهي تشغل بشكل واسع بحيث أنها ستبحث عن أي معلومة تريدها. بالنسبة للشرطة فهي تشبه إلى حد كبير حاسوب الشرطة المركزي للاستعلامات باستثناء أن البواحث تتوصل بواسطتها إلى أي شخص على الإنترنت( ).
أ. كيف تعمل البواحث؟
هي عبارة عن برامج حاسوب تم تصميمها للبحث عن ملايين العناوين لقواعد بيانات الإنترنت. ومع ذلك هناك عدد متزايد من البواحث والتي صممت خصيصاً للبحث عن أجزاء أخرى من الإنترنت مثل عناوين البريد الإلكتروني، مجموعات الأخبار، FTP، telnet و IRC، وهي تنجز البحث في وقت قصير نسبياً، عادة خلال ثواني أو دقائق، والعديد منها تقدم إمكانية البحث في عدة لغات مختلفة وهناك الآلاف منها ومع أنها تبدو مختلفة عن بعضها فهي تستعمل نفس التكنولوجيا، وهي تقع على مواقع الشبكة web sites وعدد منها يتم دمجه في متصفحات الشبكة web Browsers ويمكن الوصول إليها بالضغط على زر البحث( ).
ب. كيف تستعمل البواحث :
إنها سهلة الاستعمال، ببساطة عليك طباعة المعلومات التي تريدها وتبدأ البحث بالضغط على الزر أو الصورة. والمعلومات التي تبحث عنها قد تكون تفاصيل عن فرد أو شركة أو معلومات عن أي معلومات يمكن تصورها، إن نتائج البحث عادة ما توضع في قائمة من أجل أفضل استجابة وببساطة اضغط على كل نتيجة حتى تحصل على ما تريد أو تقرر أن تبدأ بحثاً آخر.
ج. كيف تستثمر الإنترنت كمصدر للأدلة :
نتائج البحث يمكن أن تعتمد كدليل بعدة طرق مختلفة:
• الملاحظة المادية للنتيجة .
• طباعة نتيجة البحث.
• تخزين نسخة من نتيجة البحث في ملف الحاسوب على القرص الصلب في الحاسوب أو على وسيلة خارجية مثل القرص المرن.
ويمكن قراءة الملاحظات الإرشادية أو صفحة المساعدة التي تأتي مع كل بحث، هذه تعطي تعليمات بسيطة حول كيفية استعمال محرّك البحث. كل باحث سيعطي إرشاداً حول كيفية تصفية البحث وجعله محدداً أكثر وهكذا تزيد فرص دقة النيتجة المعروضة. من المفيد استعمال مواقع book-marking في متصفح الإنترنت العام، سيكون من السهل الرجوع إليها فيما بعد وستوفر كتابة العنوان. وتذكر أن الإنترنت مصدراً لا يصدق ويتطور باستمرار وهناك بواحث جديدة تضاف بالإضافة إلى الإمكانيات الأخرى.
ثانياً: المتصفحّات Browsers
وهي عبارة عن برامج حاسوب طوّرت لتتيح الوصول إلى سلسلة متنوعة من الأنظمة وهي تتراوح بين :
• البحث عن إرشادات الإنترنت وملفات الحاسوب.
• الوصول إلى الشبكة وزيارة المواقع المختلفة.
• إرسال واستقبال وتخزين البريد الإلكتروني.
• الوصول إلى FTP ومواقع Telnet وتنزيل الملفات.
• العمل في مجموعات الأخبار.
بالرغم من أنها معقدة التصميم فإنها تعطى بشكل "رسومات"، وخلال وقت قصير فإن المستخدم المبتدئ يمكن أن يصبح كفؤاً في هذا المجال. أنها سهلة التنزيل على الحاسوب ويمكن تشغيلها على الخط Online أو بدون offline، أكثرها متعدد الوظائف ومتفاعل مع بعضه بحيث أنها تستخدم للانتقال بين الأجزاء المختلفة للإنترنت بالتأشير والضغط على أزرار البرنامج باستعمال "فأرة" الحاسوب. ثم من السهل التحرك بين أجزاء الإنترنت مع الحاجة إلى الحد الأدنى من المعرفة والمهارة والكفاءة. هناك تقريباً ثلاثين متصفحاً عاماً متوفراً بحرية عبر الإنترنت وقد وصفت بأنها مفاتيح الإنترنت( ).
أ. كيف تعمل ؟
كل متصفح هو عبارة عن صندوق من البرامج المختلفة تسحب مع بعضها إلى مكان واحد، السبب الرئيسي لسهولة الاستعمال هو أنه بدونها سيضطر المستخدم للدخول على برامج مختلةف لعمل أشياء مختلفة.
ب. ما المعلومات والأدلة التي تحملها؟
المتصفحات تخزن وتسجل كمية كبيرة من النشاط، وهذا جزئياً وظيفة ذاتية للبرنامج ويعكس الأوامر التي يعطيها المستخدم للمتصفح. إن نوع المعلومات تشمل تفاصيل المواقع التي وصل إليها المستخدم ويعطي تفاصيل الزيارات إلى مواقع الشكبة، مجالات ftp مجموعات الأخبار وهكذا.
المبحث الثاني
القواعد العامة في التفتيش الجنائي وضبط الأدلة
والمشكلات المثارة فيما يتصل بالأدلة الرقمية
1. تفتيش نظم الحاسوب وضبطها( ):
يعتبر التفتيش إجراء من إجراءات التحقيق يتطلب أوامر قضائية لمباشرته، ويهدف للبحث عن الأدلة المادية التي ترتبط بالجريمة مدار التحقيق ولا يشمل لذلك الأدلة الشفوية أو القولية لاتصال الأخيرة بعنصر الشخص – الشاهد، ويجري التفتيش بخصوص جرم تحقق وقوعه، ويوجه التفتيش إلى مكان يتمتع بالحرمة، أو يتجه إلى الشخص المشتبه به، ويخضع التفتيش في وجوده وإجراءاته التنفيذية إلى أحكام القانون والتي من أبرزها صدور أمر التفتيش أو مذكراته الكتابية عن الجهة التي حددها القانون، مع بيان الأسباب الموجبة لذلك ومحل التفتيش المخصوص.
وتثير جرائم الحاسوب والإنترنت تحديات بشأن الإطار القانوني الملائم لإجراءات التفتيش والضبط التي تباشرها سلطات التحقيق المكلفة بتقصي الجرائم وإحالة الجناة للقضاء، ويبدو أن هذا الإطار يغاير أطر للتفتيش والضبط المتصلة بالجرائم التقليدية، ويرجع ذلك إلى أن تقنية الحاسوب تنطوي على حالات مختلفة من حيث ظروفها وأحوالها وتتطلب لإجراء التفتيش تقنيات لتفتيش نظم المعلومات، فقد لا يكون النظام محل التفتيش مملوكماً للمشتبه به وليس ثمة وسيلة ميسرة لمعرفة ذلك، كما أن ملفات الحاسوب قد تكون مخبأة أو محمية داخل نظام الشخص وقد تنقل حول العالم من نظام لآخر بثوان، كما يسهل إتلافها بمجرد استخدام لوحة المفاتيح، ربما ليس إتلافاً كاملاً ولكنه قد يكون معطلاً لإنجازالتفتيش عندما لا يكون من يجري التفتيش خبيراً في تقنيات التحري عن الملفات المحمية أو المتلفة كما أن الدليل نفسه يصعب تحديد مكانه ابتداء، فقد يكون داخل النظام أو قد يكون مخزناً على وسائط أخرى، كتخزينه على الأقراص باختلاف أنواعها، وقد يكون موجوداً أصلاً في جزء من الشبكة لا يرتبط بالمشتبه به مباشرة لكنه يستخدم هذا الموقع لإخفاء الأدلة أو لتمثل مدخلة إلى نظم الحاسوب المستهدفة، والملفات أيضاً قد تكون مشفرة لا يظهر محتواها إلا بفك التشفير، وقد تكون البيانات التي تثبت حصول الفعل جزءاً من خادم نظام حاسوب يقع خارج الحدود في دولة أخرى، وقد يكون نشاط الجاني مباشراً بالأساس من حاسوب لا يخصه أو من حاسوب محمول يسهل عليه التخلص منه أو إنكار ملكيته، كل هذه الحقائق وغيرها الكثير يجعل من تحديد السبب الموجب للتفتيش أمراً صعباً ويجعل من تقديم وصف محدد لمحل التفتيش أمراً أكثر صعوبة.
والضبط القضائي هو الأثر المباشر للتفتيش، وهو من بين إجراءات التحقيق التي تهدف إلى وضع اليد على الأدلة المتحصلة من التفتيش وتحريزها وحفظها لمصلحة التحقيق.
وضبط الأدلة الكونية أو ما يتعلق بجرائم الحاسوب والإنترنت يتصل بضبط المكونات المادية لأنظمة الحاسوب، وضبط المكونات المعنوية – البرمجيات، وضبط المعطيات التي تتناقل أو يجري تبادلها في نطاق شبكة المعلومات التي تربط الحاسوبات معاً وما يتصل بها.
وباعتبار مكونات نظام الحاسوب المادية من الأشياء. فإنها في الأصل أشياء مادية يجوز ضبطها وتحريزها وأما بالنسبة للشبكات فإن ما يعني التحقيق في الغالب المعطيات المستخرجة من الخوادم والأجهزة التي تحكم وتسيطر على هذه الشبكات، فإن تحصلت عليها جهة التحقيق من الجهة المعنية وفق ما يقرره القانون وما يجيزه – إن لم تكن هي المستهدفة بالتفتيش والضبط – ليس ثمة مشكلة، أما إن لم يتم تحصيلها وتوفر الموجب لضبط خادم الشبكة – النظام المتحكم بالشبكة – وأجاز القانون والقضاء ذلك، فإن ما يضبط قد يمتد إلى النظام المادي كله بما يتضمنه من معطيات وبرامج.
2. تحديد عام للتحديات المثارة في حقل الادلة الرقمية والتعامل معها:
من السهل الادعاء بوجود قفاز ملطخ بالدماء في منزل مشتبه به معين ولكن إثبات ذلك مسألة أخرى، فعندما يتم الحديث عن البراءة أو الإدا نة فإن إثبات أصالة الأدلة وسلامتها يصبح غاية في الأهمية، لذلك فإن الدليل يجب أن يتناغم مع قواعد الادلة، ومن منظور العلم الجنائي هنالك نواحي عديدة لمعالجة وفحص الأدلة الرقمية ومنها( ):
أ- تمييز الأدلة الرقمية : وهي عملية تتكون من عنصرين، أولاً يجب على المحقق أن يميز الأجهزة Hardware مثل جهاز الحاسوب والأقراص المرنة وكوابل الشبكات والتي تحتوي على المعلومات الرقمية، وثانياً يجب على المحقق أن يميز بين المعلومات غير المهمة والمعلومات المرتبطة بالجريمة.
ب- جمع وحفظ الأدلة الرقمية والأجهزة: يجب حفظ الادلة الرقمية بحالتها الأصلية لأن القانون يطلب أصالة الأدلة وعدم تغيير الحالة الأصلية للأدلة ومن هنا يجب طباعة الدليل وفي هذه الحالة فإن للنسخة المطبوعة قيمة قانونية كدليل إلا إذا كان الدليل الأصلي محل شك. ومن المهم جمع الأدلة بطريقة لا تتغير معها وعلى أن تكون مقبولة في المحكمة ومن الضروري عدم ترك أي دليل وهنا قد يقوم المحقق بأخذ كل شيء أو قد يأخذ ما هو متعلق فقط بالقضية أي الأشياء الأساسية.
ج- توفير الوقت والجهد وتجنب تدمير أو مقاطعة عمل فرد أو مؤسسة ما: فبعض أجهزة الحاسوب حساسة لإدارة مؤسسات وقد يؤدي أخذ الجهاز إلى توقف عمل المؤسسة، مثل أجهزة المستشفيات فإن أخذ مثل هذه الأجهزة قد يعرض حياة الناس للخطر.
د- توثيق الأدلة الرقمية والأجهزة: إن التوثيق مهم لعدة أسباب لأن هذا يثبت أن الدليل أصيل ولم يتغير، فأحياناً يتم استدعاء الأشخاص الذين جمعوا الأدلة للتأكيد على أن دليلاً معيناً هو نفسه الذي جمع منذ البداية، كذلك يستخدم التوثيق للتفريق بين الدليل الأصلي والنسخة المأخوذة عنه، أما إذا لم يستطع المحقق التفريق بين الأصل والنسخة فقد يكون لذلك آثار سيئة بالنسبة للمحقق، والتوثيق مهم لدى محاولة إعادة بناء الجريمة فمثلآً عند جمع حاسوب يجب تعليم جميع الكوابل لمعرفة من أين جاءت فيما بعد، وأيضاً يلزم التوثيق وبالذات توثيق هوية الأشخاص الذين جمعوا الدليل وتعاملوا معه من أجل الحفاظ على سلسلة الوصاية.
هـ- تصنيف ومقارنة وافراد الدليل الرقمي: وهذه المرحلة هي عملية إيجاد الخصائص التي تصف الأدلة بشكل عام وتميزها عن غيرها، فمثلاً أكثر الأشخاص يعرفون رسائل البريد الإلكتروني ولكن المحققين المدربين يمكنهم تصنيفها بدقة مثل تحديد نوع التطبيق المستخدم، وهناك أيضاً أنواع مختلفة من ملفات الصور مثل jpg, gif, tiff والمقارنة مهمة عند فحص الدليل الرقمي باستخدام عينة قياسية Control Specimen بحيث يؤدي ذلك إلى إظهار نواحي فريدة من الدليل الرقمي، ويمكن استخدام هذه النواحي لربط القضية مع جهاز معين.
و. الدليل الرقمي وإعادة البناء:
1. إعادة بناء الدليل الرقمي المشطوب أو المخفي أو المشفر: ويعتمد ذلك على نوع الدليل الرقمي ونوع الحاسوب ونظام التشغيل وإعدادات الحاسوب. عندما يتم شطب ملف فعادة يبقى موجوداً على القرص ويمكن استرجاعه باستخدام برامج خاصة، وحتى عند إعادة الكتابة على الملفات المشطوبة فإن جزءاً منها يبقى ويمكن قراءتها مرة أخرى باستخدام برامج خاصة، ومن التحديات الأخرى الملفات المشفرة حيث أن برامج التشفير أصبحت شائعة وأصبح بإمكان المجرمين بعثرة الدليل الذي يدينهم باستخدام شيفرة غير مقروءة وبالتالي يصبح فك التشفير مسألة صعبة ويتطلب فك التشفير كلمة سر خاصة ويمكن في عدة حالات فك التشفير باستخدام الخبرة والأجهزة المناسبة ولكن محاولة فك التشفير غير عملية في بعض التحقيقات لأنها تأخذ وقتاً خالياً.
2. إعادة بناء الجريمة: ويشمل ذلك إصلاح الأدلة المتلفة واستخدامها لتحديد الأعمال المحيطة بجريمة ما، والهدف هنا هو صيانة كيفية ووقت حصول الأحداث، فلا يكفي معرفة أنه قد حصل اختراق بل يجب معرفة كيف ومتى وأين حصل ذلك وعند إعادة بناء ظروف الجريمة سوف تعبأ الفجوات في القضية ويتم فهم ما حصل بالتحديد. ومن المهم عدم الاعتماد كلياً على الدليل الرقمي حيث يجب النظر إلى الدليل المادي.
الفصل الثاني
تصنيفات وصور جرائم الحاسوب
المبحث الأول : تصنيفات جرائم الحاسوب
المبحث الثاني : صور جرائم الحاسوب
تمهيد وتقسيم :
يشير مصطلح جريمة الحاسوب إلى أي جريمة تتضمن استخدام أجهزة الحاسوب والشبكات( ). ومن وجهة نظر التنفيذ القانوني يجب فهم ما يحيط بهذا المصطلح من أجل التحقيق في الأنواع المختلفة من هذا الشكل من الجرائم، فعلى سبيل المثال يتطلب التحقيق في اختراق الحاسوب أسلوباً معيناً، بينما التحقيق في جريمة قتل ذات أدلة رقمية فيتطلب إجراء آخر، كذلك فإ